فهد بن جليد
يعجبني في وزير العمل أنه يستثمر كل منبر ليقول (كلاماً معسولاً) نتمنى أن يتحول إلى واقع, قبل يومين كان يقول في منتدى جازان إن هناك 10 ملايين عامل في السعودية ينافسون أبناءنا على أرزاقهم، وهذا الوضع ليس بالطبيعي!.
لا أعرف هل هؤلاء نزلوا علينا من السماء مثلاً؟ وكيف وصلوا إلى بلادنا؟ إذا لم تمنحهم وزارة العمل التأشيرات اللازمة؟!.
بذكاء يعود (فقيه) ويقول تحتاج في بعض الدول لنحو 10 أشهر حتى تحصل على تأشيرة واحدة لعامل أجنبي، ونعود لنقول له الأمر في يدك؟ وترتيب هذه المسائل التنفيذية فيما يخص العمل وشؤونه هو من اختصاص وزارتك، وقد شبعنا تصريحات على المنابر في هذه المسألة، وننتظر الخطوات العملية لضمان قصر الوظائف المناسبة بالفعل على السعوديين فقط، مع احترامنا لكل الجنسيات الأخرى، ولا يمكن التحجج بالمهارات والتأهيل مع عودة (المبتعثين والمبتعثات)!.
سبق أن قال الوزير نفس الكلام قبل شهرين بصيغة مختلفة في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وكأن في خاطر معاليه (شيء ما) يُلمّح له؟ عندما قال: (إن أي صاحب عمل يفتتح نشاطاً داخل المملكة ليس من حقه استيراد عمالة من الخارج، وإنما الواجب عليه أن يوطن الوظائف)، ولا أعرف ما الذي يمنع ترجمة هذا الكلام الجميل إلى واقع في أنظمة وزارة العمل؟!.
هل الوزارة غير قادرة على تفعيل ذلك؟ أم أنه أمر غير ممكن أصلاً؟ على اعتبار أننا مثل غيرنا من بلاد الدنيا تعتمد على كل البشر والطاقات والكفاءات للتنمية دون أي اعتبار أو تمايز بين المواطن وأي جنسية أخرى؟ أم أن الوزير سيُفاجئنا بقرارات جميلة، يُمهد لها بهذه التصريحات، لتهيئة السوق وأصحاب العمل؟!.
لا نستطيع رؤية أي نجاح لفقيه الوزير، ونحن نعيش تجربة إدارته لملف الاستقدام؟ التي كانت دون الجودة المأمولة، ولا تتناسب إطلاقاً مع تصريحاته ووعوده السابقة!.
مع عدم إنكارنا لجهود الوزارة في توفير عشرات الآلاف من الوظائف - خصوصاً النسائية - في الأعوام السابقة، وبالمُقابل ما زالت مطاراتنا تستقبل ملايين العمال القادمين من الخارج!.
لا أعرف لماذا تذكرت الفنان سعد الفرج وهو يقول (ودي أصدقك بس قوية)، رداً على خالد النفيسي عندما تحدث عن (الحداق تحت الماء)!
وعلى دروب الخير نلتقي.