حميد بن عوض العنزي
* تمثل المعلومة قيمة كبيرة في عالم اليوم، والاستثمار الحقيقي يبدأ من «المعلومة» التي تبنى عليها بقية المتطلبات والقرارات وكذلك النتائج من حيث مؤشرات المردود كنتيجة لتفاعل كل المعطيات التي بدأت من المعلومة.
* والتعامل مع «المعلومة» ليس أمراً سهلاً فهو استثمار وعلى ضوئه تحدد المؤشرات وتبنى الإستراتيجيات خصوصاً في المجتمعات التي تؤمن بأن المعلومة هي أساس كل شيء، ولهذا فإن البلدان التي اهتمت بها كقيمة وكثروة وتعاملت معها كمشروع وطني حققت الكثير من النتائج الإيجابية لاسيما على مستوى التخطيط للمستقبل.
* اليوم أصبحت وسائل جمع المعلومات سهلة بتوفر التقنيات الحديثة، ولدينا في المملكة تجربة جيدة تمثلت في حصر وتحديد مستحقي السكن من خلال جمع معلومات دقيقة عن كل شخص من طالبي الدعم السكني سواء على المستوى المادي او الاجتماعي والأسري، وهذه التجربة -وإن كانت محدودة من حيث الغرض والهدف- إلا أنها يمكن أن تقودنا إلى ماهو أهم من حيث دعم الخطط المستقبلية بما يمكن من تحقيق الأهداف، على مستوى قطاعات تنموية وخدمية واسعة... إلخ.
* ولكن تبقى المعضلة حين لا يستغل هذا الكم من المعلومات ولايتم توظيفه بشكل فاعل في متطلبات التنمية، وتحصل الفجوة بين التخطيط والتطبيق، وقد يكون من معوقات استثمار المعلومة هو تضاربها وعدم دقتها وهذا حصل لدينا في أكثر من قضية، فقد شهدنا الاختلاف في نسبة البطالة، وقبلها نسبة تملك السكن، ولهذا فإن المعلومة تبقى فاقدة لقيمتها مالم تكون دقيقة ومحكومة بمعايير وضوابط تمنحها القوة والثقة التي تجعل منها أساساً لأي تخطيط أو قرار يتعلق بمجالها، ولهذا من المهم أن تعاد صياغة المؤسسة المعنية بالإحصاء والمعلومات وتحويلها إلى هيئة أو مؤسسة تعنى بالمعلومة واستثمارها وإعداد الدراسات واستشراف المستقبل بناءً عليها.