حميد بن عوض العنزي
** ترشيد استهلاك الطاقة قضية في غاية الأهمية، وخصوصاً أننا - ولله الحمد - نتمتع بأسعار منخفضة بفضل دعم أسعار الطاقة الذي يقدر سنوياً بنحو 300 بليون ريال. ووفقاً لأرقام الوكالة الدولية للطاقة، فإن استهلاك الفرد في السعودية للنفط يبلغ 35 برميلاً سنوياً، بما يعادل 13125 ريالاً، وهو رقم كبير، وقد يكون سلبياً على تحقيق نتائج ملموسة لحملات الترشيد؛ لأن سعر الوقود المنخفض حالياً لا يجعل مسألة تكلفته ذات أولوية لدى المستهلك، بعكس لو أن سعر لتر الوقود أصبح (ريالاً) على سبيل المثال؛ فسيكون توفير الوقود أولوية قصوى، وسوف يشكل أحد أهم المعايير التي تؤثر على قرار اختيار نوع السيارة التي يرغب في شرائها المستهلك.
** إن إعادة النظر في أسعار الوقود, وكذلك الأمور المتعلقة بتملك أعداد هائلة من العمالة سيارات متهالكة، تستهلك وقوداً أكثر، وتؤثر سلباً على البيئة وعلى حركة السير، أمرٌ بات حتمياً مع تزايد أعداد السيارات، وكذلك يمكن البحث في توجيه الدعم لمثل هذه السلع الأساسية لفئة المستفيدين بشكل أكبر وأدق، فهناك من يستغل الدعم بشكل سلبي. ويذكر أحد المقيمين أنه كان يعمل بتهريب الوقود إلى دول مجاورة لسنوات، حتى تم التضييق عليهم، والحد من عمليات التهريب، وقد يكون من الأجدى رفع الدعم أو تقليصه مع توجيهه كمبلغ نقدي يصرف للموظف مع راتبه.
** الحملة التي أطلقها مركز كفاءة الطاقة، الخاصة بترشيد وقود السيارات، من أجمل الحملات التوعوية؛ فهي تتميز بمحتوى سهل ومؤثر، ونجحت في خلق توليفة تجمع بين التوعية والمعلومة، كتلك المتعلقة بعدم ضرورة إحماء السيارة طويلاً، وهو عكس المفهوم السائد لدى كثير من الناس، وأنا أحدهم. وقد قدمت الحملة محتواها بأسلوب بسيط معد بحسب نوع كل وسيلة من وسائل الاتصال، وما ذكرته من احتمال تأثير الأسعار الحالية على نتائج الحملة لا يقلل من قيمتها ونجاحها كرسالة توعوية، تهدف إلى إيصال المعلومة للمستهلك، وترك الخيار له.