- مع كل تغير وزاري يرتفع سقف التفاؤل لدى الجميع، لكن هذه المرة ومع التغيير الواسع الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله كان التفاؤل كبيراً وهذا يعود لأسباب كثيرة منها دفعة الحيوية والشباب التي يمثلها هذا التغيير، فأصبح لدينا وجوه جديدة بعيدة عن التدوير. والمؤكد، أن الوزراء الجدد يعرفون تماماً أن التوزير اليوم لم يعد تشريفاً بقدر ما هو تكليف ومسؤولية ليست سهلة، وأن مطالب الناس واحتياجاتهم الخدمية توسعت، وأصواتهم مسموعة وقريبة من ولي الأمر، الذي حرص مع أول لقاء للوزراء على التأكيد بأن خدمة المواطن هي أولوية.
- الوزراء جاؤوا من بين الناس، وكانوا يسمعون ما يدور في أوساط المجالس من تقييم للخدمات، خصوصاً التعليمية والصحية لأنها لصيقة بالمواطن وتشكل هماً دائماً، وبالتالي فان جميع الملفات مفتوحة أمامهم ويعرفونها جيدا، وكانت تعج بها وسائل الإعلام ليل نهار، وللوزراء السابقين جهود مقدرة لمعالجة تلك الملفات والمهم هو إكمال المسيرة وليس بالضرورة البداية من الصفر.
- ليس خافياً ما يحتاجه التعليم من اهتمام وتطوير مما يستوجب مرحلة جديدة تتجاوز فترة التجريب التي طالت كثيراً، والطالب والمعلم كل منهم له مطالب واحتياجات والعملية التعليمية برمتها تحتاج الكثير من «الغربلة» العميقة لنصل إلى ما نتطلع إليه جميعاً قيادة وشعباً، اليوم ليس كافياً معالجة الجوانب الفكرية وحدها وهو ما استهلك كثيراً من الوقت في الماضي ولا نستطيع الحكم على النتائج ما لم تجري دراسة واقعية منصفة، والتركيز على الجانب الفكري لا يجب أن يكون على حساب الجوانب الأخرى من جودة مضمون المادة وتطوير قدرات المعلم وتوفير البيئة الحقيقية للتعليم سواء من حيث المبنى أو التجهيزات والوسائل المساعدة، ولا يعد التطوير مكتملاً ما دام هناك طالباً سعودياً يدرس في بيت مستأجر, ولا يعتبر المخرج جيداً وخريجي الثانوية يعانون ضعفاً في الإملاء, ولن تكون البيئة المدرسية جاذبة ما دام أن الطلاب يراقبون الطقس بحثاً عن تعطيل الدراسة.
- وإن كان التعليم يشكل هاجساً فإن «الصحة» هي الأخرى لها نصيبها الوافر من «العلل» فالاستثمار الحقيقي للمليارات التي ترصدها الدولة لصحة المواطن يكون بتصويبها بشكل دقيق لمعالجة مكامن معاناة المواطن، وهي معاناة ليست خافية فمن شح الأسرة إلى نقص العلاجات إلى افتقاد بعض مستشفيات المناطق إلى الإمكانيات التي تغنيهم عن السفر إلى الدول المجاورة، إلى ضبط وتطبيق القرارات التي تمنع عمل الطبيب الذي يعمل في القطاع الحكومي من العمل في القطاع الخاص، فهناك الكثير من الاعتلالات في مرافق الخدمة الصحية تحتاج عمليات جراحية دقيقة.
- لا يخفى على الوزراء أن معايير النجاح والإنجاز ليست صعبة فالناس ستقول الحقيقة وتشيد بالمنجز، فحين يلمس أولياء الأمور ارتقاء المستوى التعليمي لأبنائهم وحين يحصل المواطن على سرير في المستشفى دون عناء سيكون حينذاك إنجازاً تتناقله الناس مصحوباً بالشكر والدعاء كما يحصل الآن مع وزارة التجارة.
- إن المؤكد أن الوزراء يستحقون هذه الثقة ويكفيهم فخراً إنهم كانوا على قائمة حكومة الملك سلمان في أول تشكيل، ولهذا فنحن متفائلون، فالشارع اليوم لم يعد صحفاً ورقية وإذاعة وتلفزيون فهناك صوت المواطن ترصده وسائل التواصل الاجتماعي، وهناك قبل كل ذلك ملكاً حريصاً على ترجمة كل الامنيات والتوقعات إلى حقائق يلمسها وينعم بها المواطن، وسيبقى التفاؤل والطموح رفيقنا في ظل اهتمام وحرص الملك سلمان، وبالتأكيد أن كل وزير يسعى إلى تحقيق كل تطلعات القيادة لخدمة الوطن والشعب.. فسيروا ونحن معكم وبالله التوفيق.