فهد بن جليد
لم يعد مُستغرباً أن تسمع صوت (شيلات) يخرج من (سيارة فارهة) في شارع التحلية، حتى لو كان السائق يلبس (طيحني)، وقاص شعره (كاريه مدرج)، لأن مقياس ومفاهيم بعض شبابنا (لعلوم الاتيكيت) غير مُنضبطة في ذلك؟!.
هناك من عمال محلات (أغراض الرحلات) على أطراف الرياض من جنسيات عربية، وآسيوية، من تخصصوا في تنظيم (طلعات بر) لصاحب (الشيلات السابق) ورفاقه، ولكن على طريقة الـ (5 نجوم)، يعني (بر) فيه (حمّام) أكرمكم الله، وقريب من الأسفلت، وفيه مقومات الترفيه مثل (البلايستيشن)، والقنوات الفضائية، والشيشة، والوجبات المقدمة تكون (هوم ديلفري) من مطاعم الوجبات السريعة، مع اشتراط عدم (المبيت)، والعودة في آخر الليل للمنزل، وكأنها شروط (بر مسيار) أثابكم الله؟!.
بالطبع مثل هذه (الطلعات القصيرة) تكلف هؤلاء آلاف الريالات، وهو ما جعل هناك استغلالاً لهذا النوع من التجارة الجديدة، والتي تخلت من الرقابة لمثل هذه الممارسات، ولكن الضابط في المسألة أن شبابنا يريدون التعرف على (البر وعلومه)، كشرط من شروط (المرجلة)، لتصوير (السلفي)، و(السناب شات)، (سلوم) البر وأهله الجُدد!.
قبل فترة تداول الناس (مقطع فيديو) لبعض الشباب الخليجيين (كاشتين) في البر, وهم يصرخون (يا هيه.. وخري)، مُتحدثين لبعض الأبل التي تأكل من طعامهم، وتشرب الماء المتروك على فرشتهم، بعد أن هربوا إلى زاوية إحدى السيارات، خوفاً مع عدم معرفة بطريقة التعامل مع الضيوف القادمين من الصحراء؟!.
أمر جيد أن يتعلق الشباب (ببيئتهم) ويتكيفون معها، على غرار الطلعات البرية، وليهربوا من المدينة وإزعاجها، بشرط أن تكون هذه الطلعات (بريئة) كما نفهمها، وليست من أجل الهروب إلى الظلام؟!.
الأسبوع الماضي كنت في جولة بين بعض المخيمات، ووجدت أن أكثر ما يُقلق (الكشاته) هناك، هو خروج (جيب شرطة)، أو سيارة (هيئة)، من (طعس ما)، ليسألوهم: (تاركين الديرة)، وش عندكم في البر هنا؟!
يا جماعة (عطوا سداح فرصة)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.