د.عبدالرحيم محمود جاموس
لقد كانت وما زالت وستستمر المملكة العربية السعودية ومواقفها المتتالية الداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، التي تضرب جذورها العميقة في الماضي والحاضر والمستقبل، وفي ظل ما تشهده اليوم المنطقة العربية من تداعيات وتغييرات وهزات وأزمات تتوالى عليها، تستهدف أمنها واستقرارها، وتستهدف التغطية والتعمية على القضية العربية الأساس والمركزية للأمة والمنطقة، وفي ظل ما تتعرض إليه المملكة العربية السعودية من ضغوط إقليمية ودولية بهدف التأثير على سياساتها الراسخة مع أشقائها، والثابتة والواضحة وضوح الشمس إزاء مواقفها، سواء على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، أو على مستوى بقية علاقاتها مع الدول الشقيقة وفي مقدمتها مصر وفلسطين، تأتي دعوة الرئيس محمود عباس لزيارة الرياض ظهر 23 فبراير 2015م والحفاوة والاستقبال والتكريم البالغ الذي أحيطت به الزيارة، والمباحثات المعمقة بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس محمود عباس، لتؤكد رفض المملكة لهذه الضغوط والمؤثرات، وتؤكد سياسة المملكة العربية السعودية الثابتة تجاه فلسطين القضية والشعب والقيادة وتعلنها من جديد أنها علاقة مصير وليست بعلاقة عابرة كما يظن البعض أو حاول الإيحاء بأن المملكة قد تعيد النظر في مثل هذه السياسات القائمة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، التي تزداد اليوم رسوخاً ووضوحاً في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي لم يألُ جهداً منذ أيام شبابه الأولى في التعبير عن هذه السياسة الثابتة والمستمرة في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته ووحدة قيادته، فليس جديداً على خادم الحرمين الشريفين تأكيده للرئيس الفلسطيني استمرار دعم المملكة الثابت لقضية فلسطين، وهنا كما هي دائماً، تُخيِّب الرياض رهانات المراهنين على حرف سياساتها الثابتة والراسخة تجاه فلسطين وغيرها من الأشقاء، رغم ما تعجّ به المنطقة من قضايا وأزمات، إلا أن فلسطين هي الأولوية وهي القضية الرئيسية التي لن يشغل الرياض والمملكة وقياداتها وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أي شاغل عنها، وتقوم دائماً على توفير أشكال الدعم والمساندة المادية والسياسية كافة حتى يتمكن الشعب الفلسطيني -إن شاء الله- من مواصلة درب الصمود والنضال بمختلف الوسائل والطرق المشروعة، لانتزاع واسترداد حقوقه الوطنية المسلوبة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم وإقامةدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
هذه هي السياسة السعودية الثابتة تجاه القضية الفلسطينية.