من المستفيد من نشر (اللوحات الفنية) في شوارعنا؟ هل هي شركة (الإعلان) التي تبنت (الفكرة)؟ أم جمعية الثقافة والفنون (المُنظمة للحدث)؟ أم (الفنانون التشكيليون) الذين خرجوا للمرة الأولى إلى الشارع؟ مغادرين (الصالات المُغلقة)، فيما يشبه الاعتراف (المُجتمعي) بفنهم؟!.
أياً كان الهدف، أعتقد أن المجتمع السعودي هو (الرابح الأكبر) من خطوة يعتقد أنها (الأولى) على مستوى العالم، التي يتم فيها نشر (رسومات تشكيلية)، بريشة فنانين - من الجنسين - على مساحة (بلد بأكمله)، والجمهور هم (ملايين المارة) بطرقات أكثر من 16 مدينة سعودية!.
فجأة توقفت إعلانات (القشطة)، و(الجبن)، و(شركات الاتصالات)، على لوحات إعلانات الطرق، واستبدلت (بنتاج فني) يحمل أكثر من 3200 لوحة فنية (إعلانية)، لفنانين معظمهم (مبتدئين)، الفكرة تجارية، والمُنظم (جمعية الثقافة والفنون)، عندما تم تدشين (معرض فنون العربية) منتصف الأسبوع، سألت بعض الفنانين والفنانات عن مشاعرهم، فقالوا (نحن نشعر بالزهو) عندما نرى شخصاً، توقف ليلتقط صورة في الشارع (للوحة فنية) قمت برسمها!.
رفع ذائقة المجتمع، تحدٍ كبير، ورسالة سامية، تحملتها (جمعية الثقافة والفنون)، ولا أحد يلومها بالتعاون مع (شركة إعلانية) للترويج (لنتاج) فنانين وفنانات سعوديين، كون الجمعية - لا تستطيع - بإمكاناتها المحدودة، تنظيم معرض لكل هذا الكم من (اللوحات والأعمال الفنية)!.
عندما تحضر العديد من (وكالات الأنباء العالمية) الحدث، وتقول: إن لدى (السعوديين) خطوة فنية - نادرة وجديدة - سيساهم ذلك في تغير (الصور الخاطئة) عن مجتمعنا، والذي لطالما وصف (بالجمود)، كما أن الصورة عن المواطن السعودي، وخصوصا الشباب ستتغير من (مجرد مُستهلك)، لكثرة (الإعلانات) المنشورة في شوارعه، إلى صاحب (رؤية وذائقة) فنية!.
أيام وينتهي المعرض، وتُزال آلاف (الرسومات الفنية) من شوارعنا، فهل ستقوم (أمانات المناطق)، بخطوة بديلة، لتزيين (الشوارع والميادين) بمثل هذه الأعمال؟!.
سمعنا عن مثل هذا سابقاً، و(ما رأينا شيئاً)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.