نجحنا هذا الأسبوع في جعل أحد الأصدقاء، يتخلى عن مبادئه التي تمسك بها طوال (49 عاماً) على طريقة (مارج عقله، من يطير شبر عن الأرض)، ليصعد الطائرة للمرة الأولى في حياته؟!
قبل صعود الطائرة من (الرياض إلى جدة)، كان يُقدم رجلاً ويؤخر أخرى، وما أن استقر في كرسيه، وأقلعت الطائرة، حتى تغير لون (وجهه)، حاول التماسك أمامنا، وتجاوز كل الظروف بشجاعة، وبدأ يتصفح الجريدة ليشعرنا أن (الأمور تحت السيطرة)، لكن لسوء الحظ أن (عينه وقعت) على تقرير نشرته (وكالة الأنباء الفرنسية)، غير الموازين في الجو؟!
من يقرأ الخبر عن (حوادث الطيران) في عام 2014 م، سيراجع نفسه كثيراً قبل صعود سلم أي (طائرة)؟! على اعتبار أن صعودها عبر (خراطيش البوابات) يصنف في مطاراتنا المحلية (ترف) غير مُباح!.
رحم الله - زماناً - كنا فيه نفاخر بأن (مطار الملك خالد الدولي بالرياض) متميز، بصعود الطائرة والنزول منها عبر الصالة فوراً، وبقدرة قادر أصبحنا ننافس مطارات القارة السمراء، ننزل من (البوابة) ونحن نرى (الخرطوش) رؤيا العين لنصعد (باصاً بلا مقاعد)؟ على طريقة (أحمد ربك أنك وجدت مقعد)، والعبرة أن المسافرين في كل مطارات العالم (واقفون)!.
زيادة (قلق المسافرين) هذا العام، ليست بسبب اختفاء مقعد (مؤكد)، أو إلغاء رحلة (بأكملها)، ولكن (الخوف كل الخوف) من اختفاء طائرة (بركابها)، كما حدث مع الطائرة الماليزية، التقرير يُصنف هذا العام كأكثر الأعوام (سلامة وأماناً) في عالم الطيران، فقد سجل فقط 7 حوادث طيران!. (نصفها)، وقع خلال أسبوعين فقط، فبعد (أربعة أشهر) من اختفاء الرحلة (ام اتش 370) تحطمت بوينج 777 في أوكرانيا، وبعد أقل من أسبوع تحطمت طائرة أخرى تايوانية، نتيجة خطأ في الهبوط، وفي اليوم التالي تحطمت طائرة جزائرية بعد إقلاعها من مالي!.
صاحبنا أعاد قراءة التقرير (3 مرات) حتى هبطت الطائرة، لنفسر له جملة: أن هذا العام يُصنف كأكثر الأعوام (سلامة وأماناً)!.
لقد خسرنا (مُسافراً جيداً)، فقد فضل العودة براً؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي..