لقد ظلّتْ حالةُ المساجد في المملكة، من أسوأ الحالات التي جعلت كلَّ من يزورنا يستغربُ كيف أننا قبلةُ الإسلام ومهبط الوحي وبلد الحرمين الشريفين وأثرى دول العالم، ومع ذلك تئن مساجدنا تحت وطأة الصيانة المتخلّفة. وقد لا تستهجن رأي من يقول لك، بأنه لا يصلي بالمسجد لأنّ سجاده لا يتم تنظيفه بالأشهر، مما يجعله بيئة خصبة للأمراض.
إنّ ملف المساجد هو من أهم الملفات التي يجب أن يضع لها الدكتور سليمان أبا الخيل، الوزير الجديد للشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، الأولوية القصوى. هناكَ لا مبالاة من القائمين على المساجد، وكأنّ الوزارة ليست هي المسؤولة عنهم. وفي حالٍ كهذه، وفي ظل غياب حقيقي للإشراف على المساجد، راح المصلون ضحيةً لهذين الطرفين الغائبين عن الإحساس بالمسؤولية. ولقد سبق أن أشرتُ أكثر من مرة لحوادث استغلال عمال النظافة لبيوت الله وتحويلها إلى أوكار للدعارة، ولا حياة لمن تنادي. فالحوادث التي ينْدى لها جبينُ كل مسلم، لم تهز شعرة في رأس الوزارة! فهي تقول بأنها تتعاقد مع شركات تؤمِّن العمالة للمساجد، وأنها لا علاقة لها في تأخُّر دفع مستحقاتهم. وحين تمرّر هذا الكلام للشركات، تقول هي الأخرى بأنّ الوزارة تؤخر دفعاتهم المالية.
المساجد اليوم في حالة يرثى لها يا دكتور سليمان، وما نراه من استثناءات نظيفة، هي بجهودٍ فردية لأشخاصٍ لا علاقة لهم بالوزارة. وعليك قبل كل شيء أن تنظّفَ المسجد وتجعله مكاناً جديراً بالصلاة.