| |
كثرة العوانس لماذا؟ محمد أبو حمرا
|
|
كان أهل هذه البلاد يزوِّجون الشاب إذا تجاوز الثامنة عشرة عادة؛ وأما الشابة فبعد السادسة عشرة فلا بد أن تتزوج؛ واستمروا هكذا حتى أنك تجد بعض كبار السن مقارباً لأبنائه البكر في السن والمنظر والعقلية؛ لكننا الآن نواجه مشكلة كثرة البنات في البيوت؛ أي كثرة العوانس اللائي لم يتقدَّم لهن أحد؟ فماذا حصل لنا؟ كنا قبل عشرين سنة نعتذر بإكمال الدراسة الجامعية؛ فزاد سن الزواج إلى الثانية والعشرين؛ فقلنا هذا معقول؛ وبعد الجامعية جاءت الماجستير 3 سنوات؛ فزاد إلى 25 سنة؛ وقلنا شبه معقول؛ أما العذر الجديد فهو إكمال الدكتوراه؛ فصارت الزيادة أربع سنوات لمن توفَّق فصار العمر 30 أو 29 سنة لمن تريد الزواج، وهنا تبدأ تنتظر طائر السعد الذي غاب!! أما الزوج الشاب فيقول: بعد أن أتخرَّج وأتوظَّف. فيتخرَّج ويتوظَّف بعد الجامعة بأربع سنوات؛ أي 28 سنة فقلنا معقول لكن جاءت عقبة إيجاد السكن؛ ومن هنا بدأت الأمور تتعقّد كثيراً؛ فكيف لشاب راتبه 4000 ريال أن يشتري أرضاً ويعمرها سكناً؛ طبعاً يحتاج إلى 15 سنة؛ زدها على 29 سنة؛ فيكون عمره قد تجاوز الأربعين؛ ثم يتزوّج إذا وجد بنت الحلال؛ بمعنى أن سنوات العسل عنده عشر سنوات من عمره؛ هذا إذا لم يصبه السكر والضغط عند بناء بيته وكثرة ديونه!! نحن في مشكلة كبيرة وعويصة؛ سوف تنعكس أخلاقياً واجتماعياً وأمنياً على مجتمعنا؛ وهي أن تأخير سن الزواج عند الجنسين صار أكثر من اللازم بكثير؛ فكيف نحل المشكلة ونشجّع الشباب على الزواج؟ هل نوجد صناديق تقرض الشباب قروضاً ميسَّرة؟ ومن أين يجيء تمويل الصناديق؟ هذا مدخل جيد للشباب الجادين في الزواج؛ بمعنى أن يهتم المسؤولون بذلك بجمع تلك الأموال عن طريق التبرعات من القادرين المحسنين وهم كثر ومن البنوك التي فوائدها (بالهبل) ومن الشركات التي أعفيت من الضرائب؛ ومن الدولة أيضاً؛ بحيث يكون للصندوق لجنة وإدارة تؤدي دورها بشكل تبرعي؛ أي بدون رواتب؛ لأنه لو صارت برواتب لذهب ما جمعناه في مقابل اجتماعات الإدارة الموقرة في فندق كذا أو مدينة كذا كما تفعل الشركات المساهمة!! لعل الله أن يصلح الأحوال للجميع.
فاكس: 2372911
|
|
|
| |
|