| |
أما بعد من يصنع لوزارة المالية ماعونا؟ 2-3 عبدالله بن عبدالعزيز المعيلي
|
|
تقول العامة في أمثالها: (هاك خير، قال: ما معي له ماعون) هاك تعني خذ، ومعنى المثل أن محسنا قدم لشخص معونة عينية، فرد المستحق على المحسن برد عجيب، قال: ما معي ماعون - أي إناء - أضع فيه هذه المعونة، وبهذا حرم نفسه من خير هو بأمس الحاجة إليه. هذه حال وزارة المالية مع المستثمرين في التعليم الأهلي العام والعالي، فهي حسب نظام الحكم أمام مسؤولية عظيمة كبيرة ملزمة تقضي بتوفير التعليم والصرف على متطلبات تشغيله كافة من مبان وقوى بشرية وتجهيزات... وغيرها كثير. والملاحظ أنها أمام هذه المسؤولية لم تواكب المطلوب على الوجه الأكمل، لأسباب ليس هذا مقام تناولها, ولهذا لا بأس أن تنظر في الخيارات المساعدة، وهي خيارات لا تعني التقاعس أو التخاذل عن أداء المهمة، بل هي خيارات سلكتها أمم متقدمة بل ربما كانت هذه الخيارات أحد عوامل تقدم هذه الأمم ورقيها، والخيار المتاح حاليا هو توجه القطاع الخاص وبرغبة شديدة في المشاركة في الاستثمار في التعليم العام والعالي، وهذا دليل نضج ومؤشر في الاتجاه الصحيح نحو التنمية البشرية في أنبل معانيها وأجل صورها، وكان الأمل أن تمد يد المسؤولين في وزارة المالية إلى هذه الأيدي المباركة التي اختارت مجال صناعة المستقبل، صناعة الرجال والعقول بدل أن تضع العراقيل أمام حماستهم ورغبتهم المتقدة في الاستثمار في التعليم. إن العقبة الرئيسة أمام القطاع الخاص الراغب في الاستثمار تتمثل في القروض وفي الأراضي، تصوروا المملكة على اتساع رقعتها يعاني المستثمرون فيها من عدم توفر الأراضي لإقامة مصنع أو مدرسة؟ وإن وفرت الأرض تلاشت الأحلام بسبب تشريعات ضيقة الأفق، محدودة الرؤية، ألا وهي عدم منح المستثمر سوى قرض واحد في المدينة الواحدة، فمثلا لو أن مستثمرا يرغب في بناء مجمعين تعليميين في الرياض في كل مجمع سبع مدارس، فإنه لن يعطى إلا قرضا واحدا لا يغطي سوى تكلفة مدرستين فقط، فكيف يغطي المستثمر تكلفة بقية المدارس؟ هذا أمر لا يعني وزارة المالية، ومما يزيد المستثمر - في الرياض أو جدة أو غيرهما - حنقا وغيظا أن وزارة المالية توافق على منح المستثمر نفسه قرضا آخر بشرط أن يكون خارج المدينة التي منح فيها القرض الأول على الرغم من أن المدينة التي منح فيها قرضا تعد أكثر حاجة من غيرها في الاستثمار في التعليم، إنني أرى أن المستثمر في الرياض وجدة والمدن الكبيرة صاحب معروف وفضل كونه اتجه للاستثمار في التعليم في هذه المدن للتخفيف على المدارس الحكومية التي اكتظت فصولها بالطلاب، ولن تستطيع وزارة المالية مواكبة النمو فيها. للحديث بقية.
Ab. moa@hotmail. com
|
|
|
| |
|