| |
مع لبنان في محنته
|
|
ترقب إسرائيل باهتمام وانشراح تطورات الأوضاع في لبنان، فليس هناك ما هو أفضل لها من رؤية أعدائها وهم يكيلون الاتهامات إلى بعضهم البعض، بينما تجلس هي هناك بعيدة عن كل تلك التراشقات بالكلمات والعبارات الساخنة، ولعل خير من عبر عن هذه الحالة هو رئيس الوزراء اللبناني السنيورة عندما قال: لم يعد أحد الآن وفي ظل هذه الأزمة السياسية الطاحنة يتحدث عن انتهاكات إسرائيل للمجال الجوي اللبناني ولا عن الأسرى.. ومن الطبيعي إزاء صراع الأخوة وتركيز كل جهدهم للكيد لبعضهم البعض أن تتراجع الأولويات الوطنية لتبرز الأجندة الحزبية والطائفية التي تطغى بمرور الوقت على كل ما هو أولوية وما هو استراتيجي وما هو حتمي للوطن ككل، ومن المهم أن يلتفت اللبنانيون ممثلون في فئاتهم وجماعاتهم الحزبية، إلى ما يجري حولهم، ليروا كم هي فادحة الخسائر التي تتحقق على صعيد الوطن المعطل ككل، وعلى صعيد البناء أو على جبهة إعادة البناء، أو فيما يتصل بإزالة آثار العدوان نفسياً وسياسياً، فضلاً عما هو أهم من ذلك وهو تقويض اللحمة الوطنية وزيادة الفرقة، فالصراع السياسي يبدو أنه يطول، ويعني ذلك بطريقة مباشرة تعميق المرارات والعداوات والأحقاد في النفوس.. ومشكلة الصراع اللبناني اللبناني أنه يختصر كل صراعات المنطقة داخل أرض لبنان، فحتى لو نجحت الإرادة اللبنانية الذاتية في طي هذه الملفات بينها فإن تأثيراً خارجياً ما سيحاول أن يدفع بأوراقه فوق الطاولة أو تحتها أو بالالتفاف عليها، غير أن الأمر يبقى في مجمله بأيدي اللبنانيين، وسيعتمد نجاحهم الذاتي على فك هذا الارتباط الوثيق بالخارج أو التخفيف منه، ولو إلى حين.. وفي خضم الأزمة ثمة حديث عن نجاح عربي في إطار المساعي التي تبذلها الجامعة العربية ممثلة في أمينها العام وقبله المبعوث السوداني، ومن المهم أن يتحقق النجاح المطلوب، لكن حتى وإن لم يحدث ذلك، فإن من المهم تسجيل هذا الحضور العربي، وقد أعرب سياسي لبناني عن أهمية هذه المشاركة قائلاً: إن العرب لم ينسوا لبنان، والتذكير بذلك أمر مهم، لأن أي إحساسٍ في لبنان بأنه خارج الاهتمام العربي قد يدفع الأزمة الحالية إلى مسارب أخرى أكثر تعقيداً، ولذلك فإن النجاح هو متحقق بالفعل حتى وإن قصر عن وضع الحلول الفورية، وقد كان لبنان دائماً في ذات الموقع من اهتمامات العرب، فالخريطة التي تهتدي بكل الحلول الحالية تنطلق من اتفاقية الطائف وهي جهد سعودي بلور الاهتمام العربي بلبنان والحرص عليه، وهو اهتمام لا يزال يتواصل من قادة هذه البلاد ومن بقية الدول العربية..
|
|
|
| |
|