| |
صناعة الدسائس فهد الحوشاني
|
|
ليس بالأمر السهل أن يكون المرء صانعاً للدسائس، فهي من الأمور التي تحتاج إلى قدرات خاصة لا تتوفر لكثير من الناس! من ينوي الدخول إلى عالم الدسائس، هو مثله مثل من يقتحم عالم السحر والشعوذة، فإذا كان يطلب من الساحر المبتدئ كما يُقال: (الكفر بالله) نعوذ بالله من ذلك، فإن صانع الدسائس يحتاج إلى استجلاب واستبطان قدر كبير من الخِسّة لينجح في دسيسته الأولى، التي عليه أن ينجح فيها ليمد رجله اليسرى فوق عتبة بوابة هذا العالم المليء بالحقد والضغينة! وعند نجاحه في هذه المهمة الأولى يصبح عندها (دساساً) يحمل إجازة معترفاً بها، وله سابقة يُمكن له أن يعتمد عليها وينتظره مستقبل واعد في هذا الطريق! أي مجتمع مهما كان عدد سكانه لا يتوفر على عدد كبير من الدساسين، لهذا فهم عملة نادرة.. الدساس لديه مطبخ خاص من خلاله يُغيِّر من طعم الأشياء ولونها ونكهتها ويخرجها إلى الآذان المستهدفة كيفما يريد، وليس كما هي الحقيقة، يبقى دائماً الدساس لديه من الحسد للآخرين، والغيرة ما يكفي للاشتعال الداخلي الذي يُولِّد عنده الطاقة التي تمده بالقوة ليوجِّه أفكاره الشريرة ضد آخرين، وهو لا يعجز في أن يجد وسيلة تثير في نفسه الطمأنينة إلى أن ما يقوم به إما دفاع عن النفس، أو تشفٍ بآخرين ناجحين يسدّون الطريق أمامه! لا يمكن للدساس أن يزاول هذه المهنة إذا غسل أدرانه بماء المحبة والتّسامح وحب الناس، ولو أحب الدّساس لغيره ما يحب لنفسه لهلك وارتحنا منه جميعاً!
alhoshanei@hotmail.com |
|
|
| |
|