| |
سياسة المملكة الثابتة تجاه العراق عبدالله بن راشد السنيدي
|
|
تتميز سياسة المملكة الخارجية بعدة مزايا، منها احترام الآخرين وعدم التدخل في شؤونهم حتى لو كان أولئك الآخرون من الأشقاء العرب أو المسلمين. كما تتميز السياسة السعودية بالدعوة إلى السلام والاستقرار في أي دولة تقع فيها قلاقل أو منازعات.وهاتان الميزتان للسياسة السعودية تم تطبيقهما أيضا على العراق عبر مراحل التوتر التي شهدها ومنها ما يعانيه حاليا من عدم استقرار. فعندما عزم الرئيس العراقي السابق صدام حسين دخول المواجهة مع إيران سنة (1980م) قامت المملكة بتقديم النصح له بالعدول عن قراره وذلك لما ستخلفه هذه المواجهة من مآس وقتل وتشريد وخسائر مادية كثيرة وتوتر عام في المنطقة، إلا أن صدام لم يأخذ بالنصيحة ودخل الحرب مع إيران التي استمرت لمدة ثماني سنوات وانتهت من دون أن ينتصر أو ينهزم أحد الطرفين إلا أن عدد القتلى والمآسي والخسائر والأسرى للطرفين كان كبيرا. وفي موقف آخر عندما نوى صدام حسين غزو الكويت واحتلالها سارعت المملكة بطريقة سلمية في الحيلولة دون حصول ذلك عندما جمعت ولي عهد الكويت آنذاك الشيخ سعد الصباح ونائب صدام آنذاك عزت إبراهيم، إلا أن صدام لم يبالِ بذلك وقام بغزو الكويت واحتلالها وتشريد حكومتها وأهلها.. ومع ذلك قامت المملكة في الساعات الأولى من الغزو بمحاولة ثني صدام عن تصرفه إلا أنه تمادى ولم يستجب لأي جهد في ذلك. ولم تتوقف المملكة عن جهودها بعد أن وصلت القوات الدولية إلى منطقة الخليج العربي استعداداً للحرب ضد العراق إذا لم يقم بالانسحاب من الكويت لتجنيب العراق ما سوف يسفر عن مهاجمة القوات الدولية له من مآس، فقد ظلت المملكة تطالب صدام بالانسحاب من الكويت مع ضمان سلامة جيشه المتواجد في الكويت إلى آخر يوم قبل قيام الحرب إلا أنه استمر في تماديه إلى أن حصل ما توقعته المملكة، فقد انهزم العراق في الحرب وتعرضت مدنه للقصف الجوي وتأثرت البنية التحتية العراقية وتشرد كثير من العراقيين وفرض الحصار الاقتصادي على العراق وعزل صدام عن العالم. وعند عزم الولايات المتحدة غزو العراق في سنة 2003م وإسقاط صدام ونظامه حاولت المملكة الحيلولة دون حصول ذلك ليس مودة لصدام ونظامه بل من أجل مصلحة العراق وشعبه الذي سوف يتضرر من هذا الغزو، وبعد أن حصل الغزو وسقوط نظام صدام قدمت المملكة الكثير من المساعدات الإنسانية لشعب العراق مع استمرار دعوتها للعراقيين بالصبر وضبط النفس والحوار في سبيل استقرار العراق وعدم الانحدار تجاه الحرب الأهلية حيث تقوم المملكة بإبلاغ دعوتها تلك إما للزعماء العراقيين سواء كانوا من السُنة أو الشيعة أو الأكراد عند قيامهم بزيارة المملكة، أو عن طريق المؤتمرات الإقليمية والدولية التي تعقد لمناقشة الوضع في العراق. كما أن من مواقف المملكة الإيجابية نحو العراق استضافتها في شهر رمضان المبارك الماضي لعدد من الزعماء والعلماء العراقيين من سُنة وشيعة وغيرهم في بيت الله الحرام من أجل مناقشة الوضع في بلادهم والوصول إلى حلول مناسبة، وقد انتهى ذلك الاجتماع بالخروج بتوصيات إيجابية حول الوضع في العراق. كما يعد من المواقف الإيجابية للمملكة تجاه الوضع في العراق نفيها للادعاء الذي أثير مؤخراً من أن المملكة سوف تتدخل في العراق لمناصرة سنة العراق حال انسحاب القوات الأمريكية من العراق، حيث أكدت المملكة أنها مع جميع طوائف الشعب العراقي في الوصول إلى حلول تنهي الخلافات وحالة عدم الاستقرار في العراق، وتستقطب كل الأطراف.وكان آخر هذه المواقف الإيجابية المحايدة للمملكة تجاه العراق وفئاته المتعددة ما ورد في تصريح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله - لوكالات الأنباء العالمية عند قيامه بزيارته الإنسانية للطفلين العراقيين الساميين اللذين أجريت لهما عملية فصل ناجحة في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني من أن المملكة مع شعب العراق في الوصول إلى حلول تنهي حالة عدم الاستقرار وسفك الدماء.. ونصيحته - وفقه الله - للشعب العراقي وقياداته بأن يحتكموا لكتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم لكونهما لا يأمران إلا بخير.
|
|
|
| |
|