| |
أما بعد.. مكمن الخطر د. عبدالله بن عبدالعزيز المعيلي
|
|
لقد حددت الصليبية موقفها من الإسلام بكل صراحة ووضوح، ليس الآن، بل منذ أن اعتقدت واهمة أن الإسلام يشكل خطرا عليها، منذ ذلك الحين وهي تعلن عن مواقفها العدائية، وتترجمها إلى ممارسات عدوانية، قولية وعملية لا تخفى على ذي لب واطلاع، ومهما حاول البعض منهم أن يظهر الود، فإن آيات القرآن الكريم أصدق من ادعاءاتهم الكاذبة، والمؤسف أن البعض من مضطربي الهوية لم يدرك هذه الحقيقة بعد، حيث تراه يسعى جاهدا إلى تسويق المطالبة بالتعامل مع الغرب بالود والتسامح والتقبل والرضا، غاضا الطرف عن أقوالهم وأعمالهم الشنيعة ليس فيما مضى من تاريخ العلاقة معهم - والتي يبدو أنها لا تعنيه - بل حتى مع القضايا المعاصرة التي لا يمكن أن يتحملها المسلم الحر مثل ما حصل مع الفتاة العراقية حيث اغتصبت ثم قتلت، ليس هي فقط بل تعدى الجرم والظلم إلى أهلها، هذه الحادثة الشنيعة لم تحرك وجدان أحد وكأن الجميع تعطلت منافذ حسه، فتبلد إحساسه وشعوره. إن الصليبية الآن تمارس عن قصد وإصرار كل ما يحقق إذلال المسلمين واستعبادهم، إنهم يريدون الأمة مسلوخة من ثوابتها وقيمها، لتصبح بلا هوية، ليسهل انقيادها وتطويعها حسبما يشتهون ويأملون، إنهم يسعون بلا كلل، تسوقهم عقيدة مشحونة بالكراهية والبغضاء لكل ما يمت للإسلام بصلة، وأمام هذا التسلط والجبروت طأطأ البعض رأسه خنوعا وخشية مما يسمى العاصفة، معزيا نفسه مسليا لها بأنه لا حول له ولا قوة، وأنها موجة عابرة يحلها توالي الأيام والتحلي بالصبر، وهنا مكمن الخطر: أولا: لأنه لم يدرك أنه يمتلك الحول والقوة، فمأساة الأمة في بعض أبنائها الذين لم يستوعبوا ثوابت دينها، ومخزونها التاريخي والثقافي، بحيث يلتفون حوله وينشرونه منارات هدى للناشئة، عندئذ تتوحد الكلمة والبنية وتقوى الحال وتأبى على المتطاولين المتكبرين. ثانيا: أن الموجة ليست عابرة بل هي عاصفة مدمرة منظمة مخطط لها بإحكام، وتوالي الأيام لن يزيدها إلا رسوخا وتوسعا، والتحلي بالصبر سوف يتحول إلى تكيف وتقبل وقبول بالأمر الواقع، لهذا يجب أن يبادر علماء الأمة وعقلاؤها إلى صياغة ميثاق يبنى ويستلهم من الإسلام عقيدة وفكرا، ميثاق يشكل شخصية المسلم بما لا يسعه جهله أو القصور دونه، ميثاق يعرف بالأعداء ومقاصدهم، ميثاق يستنهض العزائم قبل حدوث الهزائم.
|
|
|
| |
|