| |
اتفاقية حقوق الطفل.. كيف نفعِّلها في مدارسنا؟ فهد الحوشاني
|
|
بالرغم من السنوات الطويلة التي تجاوزت بنا زمن الكتاتيب والتقدم الذي حققته خطط التربية إلا أن أسلوب التدريس ما يزال بنفس الطريقة التي تعتمد على الحفظ والتلقين والتعنيف والزجر وعدم مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، سواء في نوعية التعليم أو بالمعاملة! ورغم أن (المطوع) لم يعد موجوداً إلا أنه ترك لأحفاده عصاه، فالعصا ما تزال سيدة الموقف في المدارس تمارس مهمتها في (الحد) من شقاوة التلاميذ الصغار حيث تهوي على ظهورهم وأجسادهم الغضة في المدارس الابتدائية! فأقصر الطرق لتسكين حركة الطلاب هي (العصا) أو (سلك الكهرباء) أو ضربة من كف أم (مصعة) لأذن! فمشهد ضرب الطلاب أو التلفظ عليهم بكلمة (يا غبي) يا (حمار) لا يمكن اعتباره حالات فردية، بل هو منتشر في كثير من مدارسنا الابتدائية يلجأ إليه ثلة من (المربين) في مواجهة شقاوة وإزعاج (الأطفال). وانتشار العنف تجاه الطلاب يجعلنا نتساءل عن جدية وزارة التربية والتعليم في حماية الأطفال من العنف البدني واللفظي ومن حقهم في أن يتعلموا في أجواء تربوية نقية!! ويجعلنا نتساءل إلى أين انتهت اتفاقية حقوق الطفل التي طبعت منها الوزارة كميات كبيرة على ورق مصقول!! والتي يفترض أنها تعلق في كل فصل دراسي ليحفظها المعلمون قبل الطلاب! لماذا يترك الأطفال لمدرسين لم يعدوا إعداداً جيداًَ لمثل هذه المرحلة الأساسية في التعليم بوجود مديرين ومشرفين تربويين سلبيين! لا أحد يجهل ما يسببه الأطفال في المرحلة الابتدائية من إزعاج ولكن هذه طبيعة المرحلة ومن لا يجد في نفسه القدرة على التعامل بأبوية مع هذه الفئة فعليه أن ينقل خدماته إلى المرحلة الثانوية! على ألا ينسى أن يحمل معه عصاه وقاموسه اللفظي ليرى كيف تكون ردة فعل طلاب الثانوي! إن ترك الحبل على الغارب لمن يمارسون ضرب وتعنيف الطلاب بما يخالف أهداف التعليم هو أمر في غاية الخطورة لأن تلك المعاملة غير التربوية هي التي تفرز طلاباً (معقدين)! وليس بمستبعد أن يستعملوا العنف مع معلميهم ومع أسرهم ومجتمعهم عندما يكبرون. معالي وزير التربية والتعليم بالتأكيد أنه حريص على سلامة طلابنا مما قد يواجههم من تعنيف لفظي أو عقاب بدني، ولهذا فلعل الوزارة تشكل إدارة تربوية مهمتها حماية التلاميذ وتقوم بوضع الوسائل الكفيلة لذلك، وتضع تلك الإدارة هواتفها في مكان بارز في كل مدرسة للوقوف على منسوب العنف الذي قد يساهم في اضطراب شخصيات التلاميذ وتعزيز فوبيا المدرسة لديهم وتكرس المشاعر السلبية تجاه التعليم والمعلم والمدرسة!
alhoshanei@hotmail.com |
|
|
| |
|