| |
هي الرياض !! علي الخزيم
|
|
الرياض، هذه المدينة الجميلة، زادها الله ميزاتٍ، جعلت القلوب تتعلق بها، وطناً وملاذاً لكل الفصول؛ فالرياض وإن كانت في قلب صحراء نجد متغيرة المناخ، إلا أنها لا تتقلب ولا تتلون لأبناء الوطن وضيوفه الكرام، ولا للأصدقاء عرباً وعجماً، فقد استلهمت مدينة الحب والإنسانية من الصحراء شيماً وخصالاً وأصالة وفروسية عربية، تعلمت من الصحراء سعة الآفاق، وسعة الخاطر والصدر الذي يحتوي الجميع بالحب والتحنان، يبادل المحبَّ حبَّاً أكبر، والضال سماحة وعفواً وإحساناً، أخذت من جياد الصحراء عنفوانها وشموخها وأصالتها، ومن واحاتها عطاء وكرم نخيلها وفيء ظلالها وسلسبيل جداولها، وتعلمت من وديانها وشعابها أن الكريم كريم وإن تناقص البرق والرعد ومالت السحب حتى لا تلبث أن تعود سخية مدراراً. الرياض تعلمت من رجال الصحراء كرم النفس والإباء والشمم والبطولة، والصبر للظفر بما يليق بقامات الأفذاد، وأهل العزم والمكارم، هذه هي الرياض في كل الفصول لها مواسم من الفرح، ولأهلها وساكنيها احتفاليات متتابعة كيَّفوها وتكيفوا معها وَلَهاً صيفاً وشتاءً، فكلَّما كان الحب للمعشوقة الجميلة حاضراً تحضر الأفراح، مع كل غيمة رعدية بارقة غادقة، ومع كل نسمة ليلية صيفية، بجانب كل واد وغدير، وعلى ضفاف رمالها الذهبية مواطن للحب والمتعة في أحضان طبيعة تآلفت معها القلوب والحواس، تزيدها صَبَا نجد ألقاً وصفاءً ونقاءً، فأكْرِم بالرياض ومن سكن الرياضَ.
|
|
|
| |
|