| |
نقل المدرسات والطالبات محمد أبو حمراء
|
|
لا أعرف ما يسمى بنقل المدرسات والطالبات أي لا أعيش هذا الوضع؛ لأني أنا شخصياً الذي أنقل أبنائي وبناتي للمدرسة دون الحاجة لسائق أو نقل أيضاً، والحمد لله على الصحة، ولكن غيري وهم الأغلب والكثرة يعانون من مسألة النقل، وأرى في حيِّنا كثيراً من غير السعوديين ينقلون الطالبات والمدرسات بالأخص، وقد استعاروا كلمات من القرآن الكريم لأسماء حافلاتهم الصغيرة المتهالكة أيضاً، وهؤلاء الذين أراهم من غير السعوديين هم المالكون للسيارات التي تجني الربح، وقد سألت فتحي عن سعر نقل الطالبة من المدرسة للبيت فقط، فقال: 250 ريالا، فقلت: هذا كثير يا فتحي، فقال: الزيت بتاع السيارة غلي، والبنزين والكفرات والصيانة.. إلخ، وأخذ يعدّ عليّ كل ما يتعلق بسيارته المعمورة، لكن الأفغاني الطيب قال لي يكفيني 200 ريال فقط!! وسمعت سيدة سعودية اتصلت ببرنامج في الإخبارية تشكو من زيادة السائق للأجرة؛ حيث إنها تعطيه500 ريال شهرياً من راتبها البالغ 2600 ريال، لكنه قال سوف يرفع الإيجار إلى 700 ريال للرأس الواحد (عفواً.. هكذا قال).. ويبقى لأم عبدالله 1900 ريال تعول بها 6 أشخاص في بيتها، كما قالت. هنا المشكلة التي تضاف إلى مشاكلنا الكثيرة، أي مشكلة نقل المدرسات بالذات، فليس كل مدرِّسة قادرة على أن تشتري سيارة وتستقدم سائقاً، وليس كل مدرِّسة لديها زوج يهتم بها، لأن بعض المدرسات ينخرطن في العمل لكي يحصلن على ما يؤمن الحد الأدنى من العيش لأسرهن، وهذا هو الأغلب عندنا، ولئن قال العربي في جاهليته: فإن ماكولا فكن خير آكل وإلا فأدركني ولما أمزق (لما هنا بمعنى قبل أن) فإني أرى أن تقوم وزارة التربية بتأمين سيارات نقل للمدرسات كما هو حاصل لبعض الطالبات، وأن تحسم شهرياً من المدرِّسة بدل النقل الذي لا يتجاوز 400 ريال، بحيث يكون سمننا في دقيقنا وتبقى هذه الملايين التي يصرفنها المدرسات لأصحاب النقل من غير السعوديين في بلدنا، أي لا يتم تحويلها للخارج، ثم يستفيد سائق سعودي من هذه الفرصة، وإذا أرادت الرئاسة أو الجامعة أن يكون معه محرم فهذا أجمل، وإن لم تستطع فتعامله معاملة الأجنبي الذي نراه يقود سيارات النقل في الجامعات دون محرم!! لابد من النظر سريعا في حل مشاكل نقل المدرسات والطالبات مهما كلف الأمر، فالمسألة جد خطيرة، وهي أيضاً استغلال للمدرسات اللائي لا حول ولا قوة لهن إلا أن يستسلمن لشروط زيادة الأجرة من السائق غير السعودي الذي بمجرد استلامه المبلغ (وهو حق له) يحوله إلى خارج الوطن دون فائدة للوطن منه، ولنا عبرة في السائق العربي الذي نام وهو يقود سيارة مدرسات مات بعضهن في طريق القويعية، كما نشرت الخبر الصحف المحلية.. هذا نداء مخلص للمخلصين من أبناء الوطن المسؤولين عن التعليم هنا.. والله من وراء القصد.
|
|
|
| |
|