| |
إضافة متميزة لخدمة الإسلام
|
|
في الجهود الخيرة التي تستهدف خدمة الإسلام والمسلمين والتي تنطلق من المملكة، فإن جائزة الأمير نايف للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة تعدُّ إضافة متميزة في الدفاع عن العقيدة، خصوصاً في هذا الوقت الذي بات فيه الإسلام هدفاً دائماً لهجمات وتطاولات الآخرين الذين يستهدفون التشكيك فيه، فيما أصبح شخص النبي الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- هدفاً مستمراً لتلك الهجمات الخبيثة. فالموضوعات التي فازت بالجائزة في دورتها الثانية تناولت في الصميم ما تحفل به الساحة الإسلامية من تحديات تستهدف الأمة في مقتل. فالهجمات المتتالية على ديننا الحنيف ليست وليدة أسباب خارجية فقط، وإنما بعضها للأسف يتسبب فيه أناس محسوبون على الإسلام. وقد مسَّ البحث الذي نال الجائزة الأولى -وهو بعنوان (التكفير في ضوء السنة النبوية)- من قريب هذه المسألة الحساسة التي تؤثر في أوضاع المسلمين عموماً، حيث يعمد نفر من أبناء الأمة، دون وعي ودون إدراك وبتأثير أفكار مريضة منحرفة إلى تكفير أبناء جلدتهم، وهو أمر يعكس قصوراً واضحاً من قبل هؤلاء في فهم الدين. ولذلك فقد جاء هذا البحث العلمي جاء في وقت تحتاجه الأمة أكثر ما تحتاجه لتبيان الموقف الشرعي الحق في ما خاض فيه أولئك الخائضون وأوغل فيه أولئك المتحمسون. إن مثل هذا العمل العلمي الرفيع الذي استحق جائزة الأمير نايف بجدارة يستحق كل هذا التقدير الذي وجده، فالأمة أحوج ما تكون إلى من يتصدى لممارسات التطرف التي تحد من قوتها والتي يجد فيها المتربصون بها غايتهم. فالتكفيريون بأعمالهم المنافية لنهج الأمة إنما يعملون على تدميرها من الداخل من خلال شيوع الفتن وما يصاحبها من أعمال قتل وتخريب ودمار، فيسهل على الأعداء الخارجيين توجيه سهامهم إليها وإصابتها في مقتل. ومثل هذه الجائزة إنما تسهم بطريقة مباشرة في بلورة رأي مستنير هو حصيلة بحوث متعمقة، حيث تشكل مثل هذه الأعمال خلفية علمية طيبة يمكن أن تقيم آليات متينة للدفاع عن الأمة فضلاً عن إسهامها في إنارة الجوانب التي قد تبدو غامضة في إطار التصدي للجماعات التكفيرية. وفي ذات الوقت فإن وقوف الباحثين من غير المسلمين على مثل هذه الأعمال الجليلة والموثوقة يعين كثيراً في تبين حقيقة الإسلام والتعرف على صورته الحقيقية البعيدة كل البعد عن الغلو والتطرف. وهو أمر يؤدي في نهاية الأمر إلى تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام والتي يعمد البعض على نشرها وترسيخها في أذهان مختلف مجتمعات العالم.. ووفقاً لذلك فإن هذه الجائزة القيمة في معناها وفي مراميها تشكل إضافة أخرى مهمة لما تقدمه المملكة من جوائز في مخلتف المجالات وكلها تستهدف خدمة الإسلام والمسلمين، ففيها تحفيز لهذه الجهود المخلصة، وفيها أيضاً تجميع لإسهامات طيبة ذات عطاء متميز، فالكثيرون من الباحثين يتطلعون إلى من يتبنى أعمالهم ويأخذ بأيديهم من أجل نشر بحوثهم، لكنهم عندما يجدون من يحتفي حقيقة بهذه الجهود ويعمل على تقديرها ومكافأتها، فإن ذلك يشجعهم على المضى قدماً في مشاريعهم الخيرة لخدمة الإسلام والمسلمين..
|
|
|
| |
|