| |
باقٍ بأفعاله حمزة بن صديق بن محمد الأنصاري
|
|
شاء الله سبحانه وتعالى أن نودع يوم الثلاثاء 30-10 أحد الأتقياء والأئمة الزاهدين، إنه الشيخ التقي الأمير عبد الله الفيصل الفرحان آل سعود - رحمه الله - لقد كانت حياته عامرة بطاعة الله تعالى والسير في مرضاته، فهو صاحب الروضة في مسجده وكثير التلاوة في مصلاه، وهو المحب للعلماء والدعاة وطلاب العلم وأهل الصلاح، فبيته مهبط الجميع ومأوى كل مُريد للخير، وقصره عامر بأصحاب الحاجات وطالبي الشفاعات فهو لا يرد أحداً ولا يخيب من طلب شفاعته، وقد شهد بذلك القاصي والداني، وهاهم جيرانه كان يتفقدهم ويتابع أحوالهم ويحرص على رعاية شؤونهم، بل حتى أبناؤهم كان يهتم بهم ويجتهد على الخير خاصة الصلاة في المسجد، وإن رآهم على تقصير أرشدهم، أو على تهاون وعظهم، وكُل ذلك شفقة عليهم وحرصا على مصلحتهم. وها نحن قد ودعناه لكن مآثره خالدة وآثاره باقية فأعماله تشهد له، ومن نالوا خيره يدعون له، ومن جالسوه يثنون عليه، ومن عاملوه شكروا له، وقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن ابن آدم إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث: (صدقة جارية، أو عِلمٌ يُنتفع به، أو ولدٌ صالح يدعو له). وأسأل الله تعالى أن تكون قد جمعت له، فأعماله وصدقاته متعددة، وبذله للعلم وأهله ليس له حد، وها هم أبناؤهم وأحفاده ذكوراً وإناثاً يدعون له ليلاً ونهاراً فاللهم وفقهم أجمعين وبارك فيهم واجعلهم صالحين مصلحين, وأسالك يا أرحم الراحمين أن تُنور عليه قبره وترفع درجته وتسكنه الفردوس الأعلى من الجنة يا ذا الجلال والإكرام.
|
|
|
| |
|