رحلت أمي رحمها الله وأسكنها فسيح جناته ماتت أمي أم المكارم والإنسانية.. ماتت (جوهرة قلبي) والألم يعتصرني والحزن يلفني أنا وشقيقي عبدالمحسن؟! والحزن الكبير يخيم على أُسر آل فريان والمرشد.. وآل الشيخ وآل إسماعيل ماتت أمي قليلة الكلام كثيرة الصبر والصمت.. أبكيك يا أمي كل ساعة وكل يوم أتذكرها كثيراً.. وأنا أمر على غرفتها كل لحظة في حياتها وهي تقول لي وشقيقي عبدالمحسن (أنا راضية عليكم وأدعو الله أن يفعلوا أبناءكم ما فعلتموه بي من بر) تزامن وفاة والدتي مع وفاة والدي الشيخ صالح آل فريان في شهر واحد هو شهر شوال مع اختلاف الأعوام.. كان يوم الأحد 21-10-1427هـ والساعة تحين 3.20 دقيقة هو موعد لفراق والدتي الغالية إلى رحمة الله.
فراق جوهرة قلبي أصابنا بجرحين الأول في قلبي والثاني في قلب شقيقي عبدالمحسن تثقلنا الهموم وتغزونا ملامح الحزن ولكن صبرنا وإيماننا هو سيد الموقف!! كانت رحمها الله تنادينا عبدالمحسن.. إبراهيم في حياتها ونلبي النداء بالسمع والطاعة ونقبل رأسها ويدها كل صباح ومساء. كانت القلب الحنون والكبير الذي يتسع للجميع كانت توصينا بالإحسان إلى من أساء لنا كما هو ديدنها في حياتها.. أفكاري مشتتة لا أدري ماذا أقول هل أتحدث عن محبة الناس لها أم أتحدث عن حبها لنا أم أتحدث عن فعل الخير والبر في حياتها؟! لبست ثوب الحزن وتاهت بي الخطوات ولكن لا أقول أنا وشقيقي اللهم صبرنا على فراق أمي اللهم انها راضية عنا فارض عنها، مات والدنا ونحن أطفال فكانت هي الأم والأب وما خفف مصابنا مواساة أصحاب السمو الملكي الأمراء لنا من الأسرة المالكة الكريمة وكذلك من أصحاب المعالي والمشايخ الكرام ومن الوسط الرياضي والإعلامي مما كان له أعظم الأثر في التخفيف من مصابنا.
ومواساة أبناء الخليج في تعزيتهم لنا ومجيئهم إلينا في المملكة فجزى الله الجميع خيراً ولا أراهم مكروهاً.
والدتي جوهرة قلبي نامي قريرة العين لن أنساكِ ما حييت وعندما أتكلم عنها واتذكرها تخنقني العبرة وتتغرغر عيوني بالدمع فهي كانت ملء السمع والنظر وفي القلب والعين أهكذا جوهرة قلبي تخفي نورها مقبرة المنصورية آه.. آه يا أمي لو تدرين عن حزني بعد مماتك ولكنها إرادة الله.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ولله ما أخذ وله ما أعطى وكل عنده لأجل مسمى اللهم اجبر مصابنا في والدتي وإنا على فراقها لمحزونون و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
خاطرة للشاعر الكبير والأمير دايم السيف خالد الفيصل