| |
إحساس متعاظم بوضع متفاقم في العراق
|
|
نشاط دبلوماسي مكثف يدور بشأن العراق في كامل الدول المحيطة به، فقد استثارت الحالة المتردية جهوداً عديدة مع تزايد الإحساس بحرب أهلية وشيكة فيما يعتقد البعض أن العراق هو بالفعل في أتون هذه الحرب الأهلية.. وتتزامن الجهود مع تحولات محورية في دور أحد اللاعبين الأساسيين وهو الولايات المتحدة التي تحمل نظرة جديدة تجاه العراق ناتجة بشكل خاص عن إخفاق الجمهوريين في الانتخابات الأخيرة، والتي عكست رفض الأمريكيين للطريقة التي تدير بها إدارتهم الأمور في العراق، وكان من بين التغييرات المهمة خروج دونالد رامسفيلد من هذه الإدارة.. مظاهر التغيير نفذت مباشرة أيضاً إلى المهمة الأمريكية داخل العراق نفسه، حيث يدور حديث عن إعادة انتشار للقوات الأمريكية في العراق وتفضيل بقائها بعيداً عن النقاط الملتهبة، في وقت تسربت فيه وثيقة لمجموعة من الحزبين الأمريكيين تدعو بوش إلى سحب القوات تدريجياً، وهذه الأفكار وغيرها تعبر بوضوح عن السلبيات الكثيرة التي صادفت المهمة الأمريكية في العراق.. وفي إطار الجهود المتواصلة والتي نشطت مؤخراً، ذلك الزخم السياسي من اللقاءات السياسية المتعددة في العاصمة الأردنية عمان بما فيها بالطبع القمة الأردنية الأمريكية، حيث استوجبت التغييرات خروجاً أمريكياً من الدائرة المغلقة، إلى الاستئناس برأي المعنيين أكثر بالشأن العراقي، ومن ذلك أيضاً الزيارة التي قام بها نائب بوش إلى المملكة باعتبار أنها من الدول المؤثرة والفاعلة وذات الجهود المتواصلة للبحث عن مخرج من الأزمة، وهي استضافت قبل أكثر من شهر لقاء الزعامات الدينية العراقية التي خرجت بوثيقة مكة المكرمة لمنع الاقتتال الطائفي وهي وثيقة وجدت قبولاً كبيراً لكن موجات العنف المتلاطمة تجعل من الصعب الوصول إلى النهايات المرتجاة لهكذا مبادرات.. هناك أيضاً الزيارة التي قام بها الرئيس العراقي إلى إيران والتي تأتي في إطار البحث عن حلول والتي تعكس أيضاً الأجواء الجديدة في التعاطي مع الشأن العراقي. هذا فضلاً عن زيارة وزير الخارجية السوري إلى بغداد.. ويتعين بصفة خاصة أن تتبلور هذه الجهود (المشتتة) للتسوية في العراق باتجاه وسيلة عملية لمواجهة وضع يهدد ذلك البلد في مقتل، وحتى يحين الوصول إلى ذلك. فمن المؤكد أن النهج المتواصل حالياً ينبغي أن يحافظ على قوة دفعه، على أن يتم وفق تنسيق أكثر، ومن المؤكد أن مؤتمراً جامعاً يفيد كثيراً في بلورة هذه الجهود في شكل توافق دولي على نقاط محددة أو على سياسات عامة تترك تفصيلاتها لكل طرف وفقاً لاتصالاته مع ألوان الطيف السياسي والطائفي داخل العراق. وعلى الرغم من صعوبة توافق كامل، إن بين أصحاب المبادرات السلمية أو في الداخل العراقي، فمن المؤكد أن هناك خطوطاً عامة تحظى بما يشبه الإجماع خصوصاً من جهة وقف هذا التقتيل الفوضوي والحد من انفلات الأمن وحماية المدنيين العزل وإصلاح ذات البين بين أجزاء التركيبة السياسية والطائفية ومواجهة المصاعب الحياتية لجموع الشعب العراقي..
|
|
|
| |
|