| |
في ذمّةِ اللهِ ماجد بن عبد الله الغامدي
|
يا جذوةَ الشعرِ فاضَ الحزنُ فاتّقدي |
ولتسفحي الدمعَ يا عيني إلى الأبدِ! |
فقد ترحّلَ عن دنياهُ زاهدُها |
وقد ترجّلَ عزمُ الفارسِ النَّجِدِ |
نبكيهِ لا لاعتراضٍ.. بل لِفُرقتِهِ |
نرثيهِ جلَّ مُصاباً، خيرُ مُفتقدِ |
أبكي وللحزنِ نيرانٌ على كبدي |
وفي حناياي آهاتٌ بَرَت جسدي |
مالي سَكَتُّ وبي ما فاضَ من ألمٍ |
مالي عجمتُ وآيُ الشعرِ طوعُ يدي! |
آهٍ.. وللموتِ ما جلَّ المُصابُ بهِ |
وللمنونِ سهامٌ أوهنَت جَلَدي |
يردُّني الصبرُ والأحزانُ تفتكُ بي |
وقد أصابت عيونَ الصبرِ بالرمدِ |
مَن لي وقد متَّ إن رابَ الزمانُ.. ومَن |
يشدُّ في مدلهمّاتِ الأسى عضُدي؟ |
عزاؤنا في رسولِ اللهِ سنَّ لنا |
بالصبرِ ما قرَّ في نفسي ومعتقدي |
عزاؤنا يا أبي فيما تركتَ لنا |
نوراً أبانَ صراطَ الحقِّ والرشَدِ |
عزاؤنا ما رأينا إذ مضيتَ إلى |
دارِ الخلودِ وما ترجوهُ من رَغَدِ |
ودّعتَ دنياكَ في طُهرِ الصلاةِ فما |
أنقى غسولَكَ من ماءٍ ومن بَرَدِ! |
وصمتَ شهرَ الهدى للهِ مُحتسباً |
والستَّ نافلةً نُسْكاً بقلبِ صدي |
وكانَ آخرُ ما أسمعتَ من عِبرٍ |
نُطقَ الشهادةِ صدقاً واللسانُ ندي |
فطِبتَ روحاً سَمَت كالنورِ مشرقةً.. |
فيممي الأجرَ والرضوانَ وابتردي |
في بردةٍ من لطيفِ النورِ تحملُها |
كف السماءِ إلى ريحانة الأمدِ |
واستقبلته جموع الخير تحمله |
من أمسِ دنيا لدارِ الخُلد يومَ غدِ |
في ذمّةِ اللهِ يا روحَ التُقى نُزُلاً |
جنات عدنٍ ورضواناً بلا عددِ |
|
|
|
| |
|