قال لي ناقد مسرحي اشتهر بصدقه: هل أحدثك عن أمتع وألذ مسرحية شاهدتها في حياتي؟
فطلبت منه أن يلخص لي وقائعها بغير إسهاب، فوافق، وقال: ترتفع الستارة عن عشرين راقصة جميلة.
فقلت له مقاطعاً باشمئزاز وحنق: ولماذا الراقصات؟
قال: لأن الراقصات قادرات على التحرك بسهولة وليونة وهنّ يقارعن الاستعمار وأعوان الاستعمار بوصفهن التعبير الفصيح عن الأزمات الاقتصادية الحتمية التي تعصف بالمجتمعات
...>>>...
ترى ماذا يمكن أن يحدث أو يحصل لي، أو ينقصني لو استغنيت، أو ضربت صفحا بالكامل عن عادتي الصباحية اليومية التي تلازمني منذ أكثر من نصف قرن.. أقصد بذلك مشقة قراءة الصحف اليومية صباح كل يوم؟!
أما الكثير من المجلات الأسبوعية، والشهرية - ليس جميعها بالطبع - فقد قمت بالتجربة معها بالفعل.. استبعدتها، واستغنيت عنها تماما!!
وقد مضى على ذلك حوالي العام كامل، ولم أشعر بأية أعراض.. أو أدنى ردود فعل
...>>>...
العلاقة بين الإرادة والتغيير أو العلاقة بين الإرادة والعقل (الاختيار) من العلاقات الشائكة التي شغلت الكثير من الفلاسفة بدءاً من أرسطو مروراً بالغزالي وصولاً للفيلسوف الفرنسي بوريدان.
وبصرف النظر عن اختلاف التفاصيل في التحليل الفلسفي لثيمة تلك العلاقة وآليات تمثيلها ووسائل برهنتها يظل المحتوى والغاية ثابتين من حيث القيمة المُعطى التي يتشكّل على أثرها الفعل الإنساني
...>>>...
بدعوة كريمة من هيئة التعليم في محافظة الزلفي تهيأ لي أن أشهد مهرجان الإلقاء في هذه المحافظة النشطة، وفي هذا المهرجان الذي يقف وراء تنظيمه مجموعات من الأساتذة والطلاب تنافست المدارس في أدائها، كانت هناك كأس جعلت جائزة للمدرسة التي تتفوق على غيرها من المدارس، وأما الحكم في هذا ففئة مختارة من الحضور، وحين عرضت النتائج لم تكن متباعدة، وليس هذا بغريب لأن المدارس كانت في الحقيقة كلها متفوقة،
...>>>...
العنوان هو عبارة مجتزأة من نص شعري كتبته في مرحلة سابقة ولم أعد أذكر اسم القصيدة أو الديوان الذي ضمها.. حاولت أن أبحث عنها، تجاوباً مع رسالة وصلتني من قارئ عزيز يسألني عن اسم القصيدة والديوان، ولكني لم أستطع الاستمرار في إعادة القراءة من أجل البحث عن ذلك.. فقد أخذتني كلمة (الحزن) إلى حيث أحتفل.
ومن دون شعور (أو بالشعور كله- سيّان) رحتُ أنفض الغبار عن بعض الكتب والقصاصات المتخمة بالحزن
...>>>...
الشِاب (..........) يدلف إلى منزل ويستقر قبالتي على الأريكة حاملاً ملفاً يستبطن فصلاً أو شطراً من فصل كتاب يزمع تأليفه لرصد تجربة استثنائية خطرة بل أشبه بحلم سوريالي زاخر بشخوص وأشباح تؤدي جميعها أدوار ثانوية وصاخبة.
أثناء المهاتفة الأولى أدركت المدى القصيّ والطموح الجامح
...>>>...
كانت والدة الكاتب الكولومبي الشهير (غابرييل غارسيا ماركيز) تقول لأبنائها دائما من باب التعزية بفقرهم الشديد: (ان أبناء الفقراء يا أولاد يأكلون أكثر وينامون بسرعة اكبر من أبناء الأثرياء).
لكن ابنها اللامع (ماركيز) - الذي حاز فيما بعد على جائزة نوبل في الآداب - حول الفقر المقذع إلى كفاح مرير حيث يروى في مذكراته :(عشت بفضل الحظ والصدفة، آكل ما أجد وأنام حيث يريد الله، إلى ان عرضت علي عائلة
...>>>...
في روايتها (غايب) تكشف بتول الخضيري عن تداعيات العقوبات الاقتصادية التي تعرض لها الشعب العراقي إثر حرب الخليج الأولى الفائتة وتوقعاً لحرب مجحفة قادمة. تصور هذه الرواية عذابات أناس توالت معاناتهم حتى حوصروا بين الحربين الطاحنتين في منطقة انتظار وتوجس بلا خيار سوى الاقتتال فيما بينهم على لقمة العيش الشحيحة والتلهي عن الهم المشترك بالتناوش والنهش داخل سور الحصار. تضع الكاتبة أمام عيون القراء
...>>>...
مدينة تلقي بزوارها في مشفى للطب النفسي! ولا ذنب للطاعون الأسود الذي هاجمها عام 1348م فيما حدث. لوثة جنون من القرن التاسع عشر تصيب عشاق الفن على تلك الأرض الثرية بالتراث والتاريخ تترجمه أقواسها، أسوارها، جسورها، كنائسها وتماثيلها القديمة يقابل ذلك الثراء الفني زيادة في النبض، دوار، ارتباك، فقدان ذاكرة مؤقت، هلوسة وربما إغماءات! كل ذلك بعض من الأعراض التي تصيب (مهووسي) الفن عدة أيام على أرض مدينة
...>>>...
تقذف إلينا المطابع كل حين بإصدارات متنوعة تحمل غلافاً براقاً جاذباً للقارئ وعنواناً يبرز في ثناياه رائحة فضيحة!! يكتب على الغلاف غالباً اسم رواية، لكن لو تعمَّقت في قراءتها والإبحار بين سطورها لن تجد سوى أعمال ممسوخة باهتة لا تمت إلى فن الرواية بصلة.. شبهها البعض بسواليف المجالس وشبهها بعضهم الآخر بحكايات المؤلف عن نفسه وآخرون قالوا إنها خليط من هذا وذاك..
عندما يتفاعل المثقف مع المخاضات الثقافية بتفكير طفولي يكن طفلاً وإن بدا مدججاً بأكبر الشهادات والألقاب ثمة مثقفون يتمنون ويرجون فإذا تحققت أمانيهم ركلوها بأقدامهم وأسفوا لوقوعها يتساءلون عن الحراك الثقافي ويفتقدون صوره ومظاهره فإذا فتح للحراك باب هبوا لإغلاقه ناسين أو متناسين أن الحراك المنشود مثلما هو: قراءة وكتابة وترجمة ونشر هو مواكبة للناجز والمنجز هو نقد مواز ونقد مضاد ومن حولهما
...>>>...
أو: من حرفين وهذا من حروف العطف، ويأتي هذان الحرفان كذلك بمعنى التوجع من ألم مفاجىء، وأصل العطف أنه قسمان:
1- عطف النسق.
2- عطف البيان.
واصل النسق في اللغة أخذ من تنسيق الكلام تقول مثلاً: نسقت الشعر أنسقه.. تريد أعدت بعضه على بعض فيكون آخر الكلام معطوفاً على أوله، وله تعريف عند النحاة ليس هذا بابه.
وأما عطف البيان فهو: التابع الجامد لما قبله ضرورة نحو: (جاء أبوك محمد) ومثل: (حج علي
...>>>...
في أيام الركض الصحفي أثناء عملي رئيساً لتحرير مجلة اليمامة قمت بزيارة ماتعة لبلدي وبلد كل عربي اليمن السعيد زرت الكثير من أقاليمه ونجوعه الخضراء جباله ووهاده اللواء الأخضر (إب) الساحر البهيج استقبلنا حاكمه في مقره العالي المطل على الرياض الخضراء والجمال الأخّاذ.
لقد زرت كل مكان نصحني الإخوة بزيارته! وقد رافقني في تلك الجولة أخي محمد الدمياطي الإعلامي والصحفي الغائب.. لقد ذهبت إلى مدينة
...>>>...
عندما تشاهده للمرة الأولى تتوقف أمام هذا التكوين العجيب طول فارع ووضوح كامل في كل تفاصيل والملامح الخاصة به، يشدك منظره منذ لحظة اللقاء الأول بين الشكل الكامل الوضوح، ثم المضمون الكامل الوضوح، وعندما تجلس معه تتناقش تتحاور تصنع قنطرة من الكلمات بينك وبينه يزيد اكتشاف هذا الكائن المبدع بداخله رؤيته الواضحة للأشياء، فلسفة دقيقة للأمور، خبرة عريضة في العمل في كافة تفاصيل المسرح والسينما
...>>>...