قلق ممتدٌ على طول الطريق، من القلب إلى القلب، من العقل إلى العقل، من الجسد المجهد، حتى الجسد الخائر المقعد.
قلقٌ، قلق، نمشي يمشي، نجري يجري، نصعدُ يصعد، نهبط يهبط، حتى حين ننام، يتدثر في مآقينا، في أفواهنا، في عيون أطفالنا، يظل عابثاً في أحلامنا، أضغاثنا، رؤانا وهواجسنا، وحين نفيق، نجده أمامنا، في كل مكان.
يلهو على وجه الساعة، يتدلى من عقاربها، يصرخ، يضحك، يعبث بالوقت.
نظر إلى ساعته بتوتر وهو يردد: لقد تأخرت كثيراً.. ليس من عادتها! يا إلهي!!! أين هي؟ وما الذي أخرها؟ تزاحمت الأسئلة في رأسه وهو يتأرجح بين يأس وأمل، لكنه ظل متشبثا بأمل اللقاء إلى آخر لحظة رغم الظلام الذي بدا مهيمناً على المكان، حتى اختفت بهجة الأشجار ومعالم الطرق! انتظر.. وانتظر إلى أن غزاه اليأس طارداً آخر جندي من جنود الأمل فعاد أدراجه إلى المنزل وعلامات الخيبة والقلق تسامر قسماته، سار إلى غرفته
...>>>...
الروائي محمد المزيني كثيراً ما يشير بوعي، ومسؤولية إلى أنه يكتب مشروعه الروائي بعيداً عن ضوضاء الحضور الصاخب، أو ادعاء الريادة، أو تهيئات الفرادة والتميز عن الجميع، فهو الذي يعكف على فعل إبداعه، ويخلص في بناء منظومته السردية بعيداً عن مثل هذه المحاكاة غير المجدية.
المزيني يطل على القارئ بعمل روائي جديد وسمه بعنوان (ضرب الرمل) ممثلاً في السفر الأول (النزوح) لنراه وقد فتن في
...>>>...