القاص هاني الحجي صوت إبداعي واعد في مشروعنا الإبداعي السردي، بل هو من النضج ما يؤهله لأن يقدم تجربته الأدبية بعيداً عن تجاذبات البدايات التي قد تعتورها بعض إرهاصات التجريب، لنراه وقد أبدع في عمله القصصي الجديد (ليلة خروج المنتظر) فهو العمل الأول للحجي بعد دأب لا بأس فيه في مضمار العمل الصحفي الثقافي الذي يشاطر القصة حضورها في تجربته على مدى عقد من الزمن توجَّه بهذه الاضمامة من القصص القصيرة التي
...>>>...
منذُ الفجر العاشر من خيبة نوفمبر، منذ الإصبع الملتوي على إصبع وإصبعين!، منذ الخطيئة والريّم الرديئة وصنعة النجدين، منذ البراري التي كذبت على ديسمبر، واسمي الذي لا يحتاج إلى صوتٍ يتعرف عليه سوى الغراب الأبيض وحبيبي قاتل الدولفين، منذ المرايا كلها.. تلك التي ما عكست تقاسيمي الملبدة بالملح قدر ما عكست تقاسيم التربص والشجر..
منذها ومنذ الزمان الذي استغرقته كل هذه الأفعال والافتعالات.. كنت أخاطب
...>>>...
عندما تخلف الشمس موعدها، فسيكون هناك ما يمكن قوله لها عندما تأتي، فكر في عتابها، لومها، انتابه سرور لعدم حضورها فهي تلوح قلبه بوهجها، ولكنه اعتاد هذا الألم، حن إليه..
من وراء الأفق تطل عليه دائماً، لما تأخرت، تردد هل ينتظرها أم يسافر إليها، قرر الانتظار، تململ، يحتل قلقه مكان النوم في عينيه، يحرقه الانتظار، تتعلق عيناه بالسديم، يحاول تمييز الحد الفاصل بين الأفق والسماء.
همس المكان أقلق محياه وخط الزمان جدب عروق يديه يعاني الأمرين مُرّ الوحدة وغربة الوحشة لديه أهل وخلاّن ولكنه الآن يرحل في مسافات النسيان ويحلم بفضاء يطير به من هنا.. وينيخ ركابه هناك حيث الجمال وكم هائل من الآمال قد نسيها في لعبة الموت ونهاية الرحلة التقط ما خفّ وزنه و.. ورقة قديمة بعد فجرٍ تاه في ذاكرته واستلهم أيامه الخوالي وعصا الترحال تثقل خطواته وِجْهته دائما أنى استدار! فجأة رأى جبلا مكسوا
...>>>...