يحدث أحيانًا أن يطلب منك أحد الإعلاميين- في أدبٍ جمّ- مقالاً أو حوارًا، فتستجيب بكل حبّ وتفاعل. لتُفاجأ بأن جهدك قد قُلّص، أو لم يُنشر، وربما اختفى طالب تلك المادة نفسه! وحينئذٍ تكون في حيرة من أمرك، بين: توقّي أن تُلدغ من جحر إعلاميّ مرّتين، فتكفّ عن المشاركة في موضوعٍ إلاّ بحدّ أدنى من ضمان سلامتك وسلامة ما تكتب، أو أن تُجازف، (وأنت وحظّك)!
ولئن كان هذا الأمر لا ينفصل عن أخلاقيّات
...>>>...
هل صحيح أن الإعلام الرسمي (الحكومي) لم يقدم (مذيعا مثقفا، استطاع نقل الحركة الثقافية إلى ما وراء الحدود!! الجواب: لا، والشواهد تتمثل في: الدكتور عبدالرحمن الشبيلي (أول إعلامي سعودي حصل على درجة الدكتوراه في الإعلام من أمريكا) ومحمد بن عبدالرحمن الشعلان (رحمه الله) وماجد الشبل (شافاه الله وعافاه) وزهير الأيوبي، وكلهم مذيعون مثقفون استطاعوا نقل ثقافة مجتمعهم إلى خارجه، مما يجعلني أستبعد
...>>>...
في نص مي العتيبي (حمأ) يمتزج روح الشعر بالسرد بما يشبه السيرة الذاتية وبخاصة في النصف الثاني من النص، وتبدو جملة (تصالحت مع طينيتي) مفصلية في هذا السياق، خصوصاً إذا ما تنبه القارئ إلى جملة عادية مررتها مي بنعومة حيث تقول: (ومر العمر وأنا مثل محطة بنزين) وإذا ما تأمل القارئ الجملتين معًا تكشّف له سبب تشققات الروح؛ فالمفارقة هنا أن التصالح لم يتم، أو تحاجزته استنزافات البشر لطاقة الحب في المحطة،
...>>>...
زار شاب صغير جدته المريضة يوماً ما في مستشفى ألماني كانت تعالج فيه فوجدها مستغرقة في القراءة. وعبثاً حاول أن يتحدث معها أو حتى أن يسلم عليها، ولكنها تجاهلته طويلاً. وصبر الشاب على جدته الطاعنة في السن، ولم يجد أمامه، وهو الذي قطع كل هذه المسافة الطويلة آتياً من مدينة بعيدة في الشمال، لم يجد سوى الانتظار.
وبعد حوالي ساعة كاملة خلعت الجدة نظارتها السميكة وطالعت حفيدها وقالت له بابتسامة
...>>>...
استكمالاً للحلقة الأولى عن د. حمزة المزيني وكتابه (ثقافة التطرف) أستفيض من مناقشة بعض تفصيلات الكتاب لوضع القارئ أمام الأخطاء والمغالطات وتصحيحها.
في ص113 ينتقد ثابت سد الذرائع والعجز الذي تواجهه المؤسسة باستخدامها لهذا الحل في مواجهة الحادث الجديد وللرد على د. حمزة، ينبغي التذكير بأن وسيلة سدّ الذرائع لم تعد وسيلة دينية لمقاومة المنكر، بل ازدهرت كوسيلة ليبرالية بل وعلمانية للحد من
...>>>...
من عادتي إذا ما أعجبت بعمل أدبي أن أعيش هذا الإعجاب وأتمتع به. حصل لي هذا مع أعمال كثيرة توقفت عندها خلال أربعة عقود من القراءة والكتابة، وهي أعمال تعود إلى كتّاب عالميين وعرب، مخضرمين وشبان. جودة الإبداع هي المحرك لهذا الشعور، والجودة هنا لها مقاساتها السرية ورجعها النديّ، بحيث لا يستطيع حتى القارئ الكاتب أن يفصح عنها بشكل كامل؛ لأنها (إحساس) أولاً وآخراً.
تنادى عدد من المثقفين والمعنيين بالهوية الثقافية ودور الثقافة في حياة المجتمعات الإنسانية لقراءة واقع الثقافة العربية منطلقين من عدة حيثيات ملموسة على أرض الواقع الثقافي.
هذه الشخصيات الثقافية التي نظرت للحاضر بعين الوعي المستقبلية اتخذت قرارا بإنشاء صندوق اختيرت سويسرا مقرا له واختيرت مدينة عمان الأردنية موقعا لتنظيم العلاقة الثقافية بين المثقفين والصندوق. وقراءة الواقع الثقافي ينطلق
...>>>...
هذا مثال على إحدى صيغتي التعجب المشهورتين (ما أفعله وأفعل به). وهو مثال حيّر النحويين في تفسيره وإعرابه، والمشكلة الأولى في هذا التركيب أنه أمر للمخاطب بأن يفعل؛ ولكن هذا الفعل غير مراد، والآخرة أن هذا الفعل معبر عن المجرور بحرف الجر لا الفاعل، ومن أجل هذه الحيرة نجد لهم طريقين مشهورين في إعرابه، أما أحدهما ففيه أن أصل التركيب هو: (أحسنَ زيد) بمعنى صار زيد ذا حسن، و(زيد) على هذا فاعل؛ ثم
...>>>...