- أعرف الناس من أكلهم للخبز.. الفقير تصل أسنانه لمنتصف الرغيف قبل أن يتذوق أطرافه, والغني يقطعه أرباعا بحد سكين ثم يأكله، أما الذي يقطع أطراف الرغيف بيديه فأعلم أنه عفيف يتصنع الشبع!!
صباحا كان يدعوني لداخل مخبزه الصغير بحارة النور ليقدم لي كعكا وفنجان قهوة يواصل أثناءها غناءه مع فيروز بطلاقة وانسجام تاركا ليديه مداعبة كيس طحين يرشه بالماء من حين لآخر وهو يؤدي تمرينات العجن باعتياد..
تأتي رواية «حسب» للكاتب عبدالرحمن الهايل قريبة من مضامين الحكاية، وما يعزز القول أو يؤكده أنها لم تمهر بأي لفظ أو ذكر للرواية على غلافها أو صفحاتها، فهل ما ورد من إغفال لمسمى الرواية جاء مقصودا من المؤلف، أو من الناشر أم منهما معاً؟
فهذا العمل يمثل أسلوب الرواية الشفاهية للأحداث التي تمت في أزمان فارطة، فيما جاء صوت الراوي للحكايات مفعماً بروح
...>>>...