الشاعر إبراهيم عبدالعزيز الحسين يرسم في ديوانه النثري الجديد (انزلاق كعوبهم) معالم قطيعة، ويحدد ملامح نأي جديد ممكن بين الأشياء وتاريخها. لا سيما الماضي حيث تجيد ذاكرته بناء المفردات ضد النسيان، لتبقى الحياة في البعيد وكأنها الزمن الغابر لسيرة مشتهاة، أو خلاص منشود من
...>>>...
في يومٍ مشحونٍ بالأعمال والواجبات تجاه العمل والأسرة.. أهرب إلى الهدوء.. إلى الحديقة العامة.. في ركن الحي الهادئ.. وبينما آخذ فترة استجمامي المعتادة.. ما بين خضار الأرض وعليل النسيم.. في سكونٍ هادئ.. إلا من أصوات المراجيح حاملة الأطفال الهادئين.. تنساب نسمات عبير الزهور تدغدغ صفاء روحي.. فأجلس مستسلمة للكرسي الهزاز - الأرجوحة الهادئة..
أحتضن حقيبتي متشبثة بما فيها من أوراق مهمة وبطاقات الائتمان
...>>>...
على طاولة صغيرة مستديرة تتسع لفنجان قهوته، وكوب عصير البرتقال الذي تفضله، وكوب ماء بارد، وحقيبتها اليدوية، تتوسطها فازة صغيرة تحتضن وردة حمراء وحيدة، يجلسان يتبادلان أحاديث ذات شجون مختلفة، تقترب من قلبيهما تارة، وتوغل في همومهما اليومية أخرى، ترجع خطواتٍ نحو الماضي، ثم تقفز بهما نحو المستقبل، تمتد يده نحو يدها فيلذ له ملمسها الناعم، ينظر إلى عينيها ويقرأ فيهما ما يروقه من القول، يشدُّ الحياءُ
...>>>...