شهد الموسم الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2023 إقامة الندوة الصينية العربية للتعاون في مجال النشر في الأول من شهر أكتوبر 2023 تحت عنوان «تعزيز التعاون والتبادل الصيني العربي في مجال النشر، ودفع التعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية والعربية» التي نظمتها «دار إنتركونتننتال الصينية للنشر» بالتعاون مع «مركز البحوث والتواصل المعرفي بالرياض»، في فندق «موفنبيك الرياض». وشارك فيها نائب وزير صيني، ودبلوماسيون من السفارة الصينية في السعودية، وشخصيات ثقافية مشهورة من الجانبين الصيني والسعودي، وممثلون لاتحاد الناشرين العرب، ورؤساء مراكز بحثية، ودور نشر. كما جرى تدشين عدد من الإصدارات العربية والصينية المترجمة بين اللغتين.
وتحدث نائب وزير إدارة الدعاية للجنة المركزية في الحزب الشيوعي الصيني تشانغ جيان تشون خلال الندوة، التي أدارها تشانغ تزه هوي، عن أهمية التواصل بين الصين والمملكة، وعن العلاقات الثقافية التي ربطت العالم العربي والإسلامي بالصين بواسطة طريق الحرير، وعن التوجه الصيني الجاد إلى تمتين التبادل المعرفي والثقافي والعلمي والترجمة وتعليم اللغات بين بكين وبقية العواصم العربية.
وأكّد رئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي الدكتور يحيى محمود بن جنيد أن الترجمة من العربية إلى الصينية ومن الصينية إلى العربية لا تزال في مراحلها الأولى، مشيراً إلى إصدار المركز نحو 20 ترجمة من الصينية إلى العربية والعكس خلال الأعوام الماضية. مشدداً على أن الترجمة العلمية يجب أن تمضي قدماً، لنقل الخبرات العلمية المتقدمة في الصين إلى الأوساط العلمية والثقافية السعودية والعربية.
وألقى الأمين العام لاتحاد الناشرين العرب بشار شبارو كلمة في الندوة، أشاد فيها بالتواصل الثقافي الذي بدأ يؤتي ثماره ضمن التعاون في مجال الترجمة والنشر بين البلدان العربية والصين.
وخلال السنوات الأخيرة، عززت الصين والسعودية روح الصداقة الصينية العربية، وعزز الجانبان التعاون والتبادل في مجال النشر على عدة مستويات على نحو واسع النطاق ومتعدد الأطراف، وجرى وضع أساس للتعلم المتبادل بين الصيني والدول العربية.
وعبّر المشاركون والمتداخلون في الندوة عن حاجة الجانبين الصيني والعربي إلى وضع آليات فعالة للتبادل والحوار الحضاري وتنفيذ مشروع تبادل ترجمة الأعمال الأدبية الكلاسيكية بين الصين والدول العربية وتطوير منصة التعاون الدولي؛ لأجل دفع التحرك الصيني العربي المشترك لحوار الحضارات.
واحتفلت الندوة بإصدار سلسلة جديدة من كتب «الحزام والطريق للصداقة الصينية العربية»، ودارت نقاشات تبادل فيها الجانبان وجهات النظر عن التعاون الصيني العربي في مجال النشر.
ويأتي تكثيف التعاون السعودي الصيني بعدما جرى دفع العلاقات الثقافية السعودية الصينية إلى الأمام خلال الأعوام الماضية، وبخاصة بعد زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ المملكة في ديسمبر 2022 وحضوره القمة العربية الصينية الأولى بالرياض، حيث جرى توقيع «اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية».