شروق سعد العبدان
دائماً كنت أعيش في قناعة مفرطة حتى داخلي قد يتعارك معها لركاكة منطقيتها وضعف حجتي عليها ..
ولكن !!
كانت اللا بأس حاضرةً دوماً . لابأس إن خسرت لا بأس إن لم يحدث لا بأس إن لم أجد .وهكذا كانت تمشي أمنياتي من خلالي وأنا لم أحققها .
كان التعايش مع الخسارات أبشع بكثير من الخسارة نفسها .. فلا شيء كان يعطيني الإصرار للحصول عليها . جوفي منطفئ لا ضوء فيه ولا لهيب .كان مجرد العثور على ابتسامة عميقة في يوم واحد إنجازًا عظيمًا ..
لا أعلم ماذا حدث في مصادفتك وكأن شيئاً ربط قدمي في هذا الطريق لم أستطع الحراك عنك كلما حاولت نزعه أرجعني الالتفات لك شيء آخر .!حتى التف جسدي بأكمله ..و عُنق قلبي كاد أن ينكسر من النظر إليك ..لقد فقدت قوتي على القناعة الامنطقية بأن هذا أيضاً قد لا أحصل عليه .!!وأن من الممكن المضيّ دونه . وماذا يعني التعثر في شخص ما ؟
لقد وجدتك وقلبي أحوى!!كنت غزيراً منهملا أعدت للقلب خضاره، وغرست في جنباته شعاع شمس لا تغيب، ونور قمر مكتمل .
شعرتُ لأول مرةً أن نوراً قد أضاء داخلي وأن لهيباً يمرُ في جسدي وأن لاحول لي ولاقوة على نفسي .
أورق داخلي أزهاراً وثماراً، ووقفت على السماء وكأني أقف لأول مرة في حياتي .
أهذا هو الكيان الذي يقولون ؟! أشعور الوجود أن تكون مضيئاً ملتهباً ومحباً ؟!
اختلفت في هذا الأمر كثيراً ولم أستطع التفريط بك .
لم أرضَ أن أخسر البقاء معك . أصريت عليك إصراراً مميتاً كاد أن يفقدني ماكسبت .أردتك بشدة بالرغم من رفض كل شيء .
حتى أني تحدثت الله كثيرا بأن لا يختبرني في قناعتي التي وهبني إياها . وصبري على مضيّ الدنيا من خلالي دون اعتراض .
طالماً كنت وحيدةً وكأن لا وطن لي ولا عائلةً ولا مأوى . شعور التردد في الحياة مرير .أن تكون على قيد شيء لا تشعر به .
تمسكت بك لأنك أتيت كثيراً .!!وطناً وعائلة وأصدقاء .. حملت كل شيء بك .كيف تكون بكل هذا لي ولا أُصر ؟
لقد تمزقت يداي وحفيت قدماي وأصابني الخوف في نصف صدري لكنك فيني كنت أقوى بكثير من هذا الألم ..
فالغُثاء الذي طغى على جنبات نفسي وكانت روحي فيه بالية ضعيفة أصبح حدائق من حياة زاهية .
التنازل عن الأمنيات والفرص ليس ضعفاً بل إيمان بأنها لم تكن لك ..
حتى تأتي الأمنية التي يجسدها القدر أمامك لتتمسك بها .
ولتعرف أن هذا ماكان ينتظرك بعد كل ماذهب منك ..مثلما ذهب كل شيء قبلك حتى عثرتك ..!!