الثقافية - كمال الداية:
تستضيف الجزيرة الثقافية في هذا العدد الأديب والمثقف الأستاذ: سهم بن ضاوي الدعجاني، في حديث مطوّل نسترجع فيه مشاهد وذكريات متنوعة من المشهد الثقافي والأدبي السعودي.
** فترة من حياتك عملت في الصحافة، ماذا عن بداياتك الصحفية؟
بدأ حبي للصحافة من خلال متابعتي وعشقي لأخبار الأدب والثقافة في المشهد الثقافي السعودي من خلال الملاحق الثقافية في عدد من الصحف المحلية، ونما ذلك الحب مع المتابعة المستمرة والقراءة الدورية إلى أن تحول إلى «عشق»، نتج عنه بعض «الممارسات» الأولية لكتابة «الأخبار» ومراسلة الصحف المحلية ومن أبرز تلك المحطات الصحفية في حياتي : الإشراف على صفحة «الثقافة التربوية» بصحيفة المسائية لعامي 1414-1415 هـ إبان رئاسة أستاذي سعيد الصويغ لها، ثم مع صحيفة «الجزيرة» إبان إدارة أ. إبراهيم التركي للشؤون الثقافية، ثم عملت بالمجلة العربية سكرتير تحرير منذ مطلع عام 1419 هـ لمدة عشر سنوات، ثم مارست الكتابة الأسبوعية في هذه الصحيفة والتي يرأس تحريرها أستاذنا الجليل خالد المالك الداعم الأول لحضوري الصحفي والإعلامي، وأنا ممتن جدّاً للأستاذ خالد ولصحيفة الجزيرة لاحتوائها محاولاتي الأولى في عالم الحرف، وما زالت معشوقتي الأولى، ففيها أمارس الركض في عالم الحرف عبر مقالي الأسبوعي.
** أنت مهتم بقضية الصالونات الأدبية في المملكة؟
ماعلاقتك بتلك الصالونات؟ وكيف ترى دورها في المشهد الثقافي المحلي؟
اهتمامي بالصالونات الأدبية انطلق من حضوري المستمر لكثير منها بمدينتي الرياض فقد حضرت ضحوية شيخي الجليل علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر-رحمه الله- أيام حياته قبل (30) عاماً وحضرت أيضاً إثنينية معلمي الوالد الأستاذ عثمان الصالح المربي المعروف - رحمه الله - وندوة النخيل الدكتور محمد بن سعد بن حسين رحمه الله وأحدية الدكتور راشد المبارك رحمه الله وخميسية أحمد محمد باجنيد (خميسية الوفاء) رحمه الله وثلوثية الصديق الدكتور محمد المشوح وغيرها من الصالونات الثقافية، هذا الحضور، يسّر لي عدة أمور أبرزها بناء علاقات متينة مع عدد كبير من الأدباء والمثقفين في بلادي، واستمعت من خلال تلك الصالونات إلى كثير من النقاشات والحوارات الثقافية التي زادت من التراكم المعرفي لديّ، وفي إحدى الأمسيات الجميلة بـ(المجلة العريية) اقترح أستاذي حمد القاضي رئيس التحرير، إعداد صفحة بعنوان (منابر ثقافية) توثق (المجلة العربية) من خلالها تلك الصالونات الثقافية وتقدمها لقرائها في الداخل والخارج، واستحسنت الفكرة وعملت لها تصوراً مبدئياً يعطي القارئ نبذة تعريفية عن تلك الصالونات الثقافية المنتشرة في بلادنا، ويسلط الضوء عليها وعلى أصحابها الذين بذلوا ومازالوا يبذلون جهوداً كبيرة لخدمة الثقافة في بلادنا ومن هنا ولدت صفحة (منابر ثقافية) والتي قدمت للقارئ عدداً كبيراً من تلك الصالونات منها (إثنينية الوجيه الشيخ عبدالمقصود خوجة رحمه الله بجدة وخميسية الشيخ حمد الجاسر رحمه الله بالرياض وإثنينية الشيخ عثمان الصالح رحمه الله بالرياض وأحدية الشيخ أحمد المبارك رحمه الله بالأحساء وندوة النخيل للدكتور محمد بن سعد بن حسين رحمه الله في الرياض وأحدية الدكتور راشد المبارك رحمه الله في الرياض وثلوثية الدكتور محمد المشوح في الرياض وإثنينية أبوملحة الثقافية في أبها وخميسية الوفاء الثقافية بالرياض وإثنينية الأستاذ الصديق محمد بن صالح النعيم الثقافية بالأحساء وإثنينية العفالق الثقافية في الأحساء وثلوثية المغلوث في المبرز وإثنينية تنومة جنوب المملكة ثم تطورت الفكرة لديّ وجمعت معلومات مبوبة بالتواصل المباشر مع أصحاب تلك الصالونات وأصدرت كتابي (الصالونات الأدبية في المملكة العربية السعودية رصد وتوثيق) في عام 1427 قبل (17) سنة، وتفضل أستاذي حمد القاضي الكاتب والأديب المعروف بتقديم الكتاب والذي كتبت في الإهداء : « إلى المربي الفاضللشيخ عثمان الناصر الصالح - شفاه الله - الذي سعدت بالنهل من إثنينيته الشهيرة بالرياض خلال السنوات الماضية وعرفته من خلالها مربياً ومعلماً وصديقاً لكل من حضر الندوة فهو قريب من الجميع بابتسامته الأبوية وسؤاله» .وهنا، أتذكر زيارتي لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة بمكتب سموه في الشركة السعودية للأبحاث والنشر عندما زرته عام 1426هـ في مقر الشركة بحي المؤتمرات في مدينة الرياض فاستقبلني في مكتبه ولم يشدني شيء غير «ابتسامته» وروعة «صمته»وجمال «إنصاته» وعميق «وعيه» وعندما أهديته نسخة من كتابي عن الصالونات الأدبية رحب بفكرة الكتاب وأشاد بقيمته التوثيقية للصالونات الأدبية في بلادنا وذكر سموه في تلك الجلسة أن الصالونات الأدبية تعد شاهداً حيّاً على اهتمام المجتمع السعودي بالثقافة على المستوى الشعبي بعيداً عن المؤسسات الرسمية.
وفي سبيل اهتمامي بقضية الصالونات الأدبية في المملكة أتيحت لي الفرصة للمشاركة في الاجتماع الأول لأصحاب المنتديات الأدبية ورؤساء الأندية الأدبية والذي استضافه الشيخ عبدالمقصود خوجه رحمه الله في عام 1426هـ، ثم شاركت في ندوة متخصصة عن (الصالونات الثقافية ودورها في نشر ثقافة الحوار) التي نظمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في عام 1427هـ وكذلك شاركت بورقة عمل عن الصالونات الأدبية في الأسبوع الثقافي الأول لكلية اليمامة عام 1427هـ .
** مؤسسة حمد الجاسر الثقافية فعل ثقافي ولدت بعد رحيل علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر رحمه الله حدثنا عن النشأة والتأسيس وماعلاقتك بها؟
بعد وفاة الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله- انبرى بعض تلاميذه الأوفياء بعد توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله عندما كان أميراً لمنطقة الرياض آنذاك، عندما اتفقوا على البحث عن شكل من أشكال التكريم والتخليد لذكرى علامة الجزيرة الذي رحل، فاقترحوا تأسيس مؤسسة ثقافية تحمل اسمه وتحفظ تراثه وتنشره بعد رحيله وتساهم في خدمة الثاقفة السعودية، فبارك الملك تلك الخطوة وتكرم بقبول الرئاسة الفخرية لها وشُكّل مجلس أمنائها وهم : د. عبدالعزيز الخويطر -رحمه الله- رئيس مجلس الأمناء ود.إبراهيم العواجي نائب رئيس مجلس الأمناء ورئيس اللجنة التنفيذية، والشيخ عبدالعزيز السالم عضواً، ود. أحمد الضبيب عضواً، ود. محمد عبده يماني عضواً، والشيخ عبدالله النعيم عضواً، والشيخ أحمد المبارك رحمه الله عضواً والأستاذ سعد البواردي عضواً، ود. عبدالله العثيمين رحمه الله عضواً، ود. عبدالرحمن الشبيلي -رحمه الله- عضواً والأستاذ عبدالفتاح أبو مدين -رحمه الله- عضواً، والأستاذ حمد القاضي عضواً، والأمين العام لمجلس الأمناء ود. عائض الردادي عضواً والأستاذ محمد رضا نصر الله عضواً ود. مرزوق بن صنيتان بن تنباك عضواً والأستاذ سليمان الحريش عضواً ود. عبدالواحد الحميد عضواً والشيخ عبداللطيف البابطين عضواً. كما انضم إلى المجلس عدد من العلماء العرب في دورته الثانية لعام 1425هـ وهم : د. ناصر الدين الأسد رحمه الله (الأردن) ود. محمد عدنان البخيت (الأردن) ود.محمد بن شريفة (المغرب) ود. محمود علي مكي (مصر) ود. عبدالله بن يوسف الغنيم (الكويت) ود. عزالدين عمر موسى (السودان).
وتولى الصديق النبيل ابنه المهندس معن بن حمد الجاسر رئاسة المؤسسة والأمانة العامة لها وتم ترشيحي مديراً لمركز حمد الجاسر الثقافي ومشرفاً على الخميسية في الفترة (1423 -1425هـ ) (الندوة الأسبوعية) التي استمرت بعد وفاة علامة الجزيرة حتى الآن باسم سبتية حمد الجاسر.
** لك علاقة مبكرة بخميسية الجاسر في حياته، ثم بعد وفاته، ماذا عن تلك الفترة؟
قبل (30) سنه تقريباً كنت أحضر بشكل أسبوعي ضحوية أستاذي الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله- كما يحب أن يسميها روادها ضحى كل يوم خميس في دارة حمد الجاسر العامرة بحي الورود بالرياض، من خلال حضوري الدائم لجلسة شيخنا حمد الجاسر -رحمه الله- بمنزله ضحى كل خميس تعرفت على العديد من المثقفين من أبناء وطني والذين يحرصون على «ضحوية» شيخهم الجاسر حباً ووفاءً وعشقاً لعلمه .. أذكر منهم د. عبدالعزيز الخويطر وزير الدولة رحمه الله، أ. عبدالعزيز السالم أمين عام مجلس الوزراء السابق د. محمد الرشيد وزير المعارف سابقاً رحمه الله، الشيخ راشد بن خنين، الشيخ عثمان الصالح رحمه الله، الشيخ عبدالكريم الجهيمان رحمه الله، د.إبراهيم العواجي، الشيخ إبراهيم بن محمد بن عثمان رحمه الله، سعد الجنيدل رحمه الله، أحمد بن مانع رحمه الله، إبراهيم الصغير، الشيخ ثنيان الثنيان رحمه الله، فراج العسيلي، د.عبدالعزيز الثنيان وكيل وزارة المعارف سابقاً، عبدالمحسن التويجري رحمه الله، صالح الجهيمان، حمد القاضي، د.عبدالله ناصر الوهيبي رحمه الله، ود.عبدالعزيز بن ناصر المانع، د. عبدالله صالح العثيمين رحمه الله، د.أحمد الضبيب، د.محمد الهدلق، د. عائض الردادي، د.عبدالعزيز الهلابي، د.عبدالعزيز بن عبدالله الجلال، د.سليمان العنقري، د.عز الدين الموسى، د.عبدالرحمن العثيمين رحمه الله، د.مرزوق بن صنيتان بن تنباك، د. راشد محمد بن عساكر (الباحث المعروف)، د. خالد بن زيد المانع، أ.محمد الخيال، أ.محمد العمران، محمد الأسمري، عبدالرحمن العبدالكريم ود. حسن الهويمل، د.محمد الفاضل، محمد الحمدان، د.سليمان الرحيلي، د.عبدالله النافع، د.محمد الصالح، د.سعد الصويان، تركي بن شجاع، فايز الحربي، محمد الأحيدب، د. ، عبدالرحمن الشثري، عبدالعزيز السويلم، وغيرهم كثير.
**ماذا تتذكر من ضحوية الجاسر في حياته رحمه الله قبل أن تتحول إلى منتدى (خميسية الجاسر) ثم إلى (سبتية الجاسر)؟
مما أتذكره من سيرة الشيخ حمد الجاسر من خلال علاقتي به «العفوية» في الحديث و «البساطة» في التناول و»المناسبة» سيدة الحوار هذا مايميز جلسته ولكن لا تخلو جلسة من سرد ذكرياته التي تعبق برائحة الكفاح والتعب ويفوح منها أريج عشق الترحال والسفر في سبيل التحقيق والبحث عن «النادر» في عالم المخطوطات فهو سائح في بلاد الله، كما يحدثنا علّامة الجزيرة رحمه الله عن جهود المستشرقين لخدمة التراث ويذكر لنا كثيراً أحاديث وقصصاً عن واقع «التحقيق العلمي» والبحث عن المخطوطات وزيارته للمراكز العلمية والمكتبات العالمية في مختلف البلدان.
** «هل من جديد في دنيا الثقافة»؟
يا أبا عمرو، هذا السؤال كان الجاسر يطرحه كثيراً في جلسات «الضحوية» على تلميذه د.أحمد بن محمد الضبيب المحقق المعروف وأحد تلامذته المقربين الذين يحرصون على زيارته، فيرد د.الضبيب: الجديد لديكم يا سيدي.
وهناك سؤال آخر يطرحه الشيخ حمد بعدة صيغ منها: «هل من جديد في المطبوعات»؟ ما جديدك يا (فلان)؟»
فبقدر ما كان معلماً ومصدراً للمعرفة، فإنه كان تلميذاً وطالب علم يتطلع مع تلامذته ولأصدقائه إلى الجديد، ليشكل بذلك تحدياً للثابت لديه أو المستقر.
لقد كانت طاولة الفقيد -رحمه الله- تزخر بكل جديد يجلبه إليه تلامذته من كل حدب وصوب تطلعاً لنقد ثاقب أو تشجيع أبوي، والشيخ -رحمه الله- لا يتوانى في إبداء وجهات نظره إما مشافهة أو مراسلة أو نشراً في الصحف المحلية أو «المجلة العربية» أو «العرب».
وأذكر أنه ذات ضحى خاطب أحد حضور مجلسه قائلاً: ألست فلاناً؟ وقد وعدتني بشيء الأسبوع الماضي سأذكرك به الآن فبادره الشخص المعني في ذهول من الحاضرين الذين استغربوا من قوة ذاكرة الشيخ قائلاً نعم، فقام إلى الشيخ وناوله كتاباً عن القهوة فرد عليه الشيخ بكل ثقة : لقد رأيت هذا الكتاب مخطوطاً قبل أن يطبع وأعرف قيمته وقدرة مؤلفه على التحقيق.
أحد الحضور ابتسم فرحاً بهذا وقال : هكذا هم الرواد الكبار إبداع في الشباب وتألق في المشيب.
** الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله إبّان توليه إمارة منطقة الرياض كان الرئيس الفخري لمؤسسة حمد الجاسر الخيرية. ماذا عن هذه المحطة؟
سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -أيده الله- كان راعياً للمشهد الثقافي والإعلامي بمدينة الرياض بشكل خاص وفي بقية مناطق المملكة بشكل عام من خلال علاقته المميزة بالصحافة المحليه متابعة واطلاعاً وحواراً وتعقيباً وتشهد العديد من الصحف المحلية بمقالاته وتصويباته العلمية حول عدد من الموضوعات والمقالات التاريخية في مسيرتنا الوطنية، وعندما شرّف حفل إعلان مؤسسة حمد الجاسر الخيرية في قاعة الملك فيصل بفندق أنتركونتيننال وتبرع بمليون ريال لصالحها ولما بدأت اللجنة التنفيذية للمؤسسة بالخطوات العملية لإطلاق المؤسسة الخيرية عرضوا على الملك سلمان الرئاسة «الفخرية» للمؤسسة فقبل حفظه الله كعادته، لدعم سبل الخير وتقديراً منه لعلامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر- رحمه الله- وعندما تم تكليفي رئيساً لمركز حمد الجاسر الثقافي وقفت بنفسي على علاقة خادم الحرمين الشريفين رعاه الله بالمثقف والمثقفة السعودية دعماً وتوجيهاً بل كان يحرص رعاه الله أن يحضر الاجتماع السنوي لمجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الخيرية في منزل الفقيد حمد الجاسر كما كان الملك سلمان -رعاه الله- يحرص عند حضوره اجتماعات مجلس الأمناء كان يحرص على اصطحاب بعض أبنائه الأمراء لحضور مثل هذه اللقاءات الثقافية وأذكر أن ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله قد حضر بعضاً من تلك الاجتماعات بمنزل حمد الجاسر رحمه الله. وكان معالي الدكتور ناصر الداوود نائب وزير الداخلية، يحضر اجتماع مجلس الأمناء عندما كان معاليه مدير المكتب الخاص لأمير منطقة الرياض آنذاك، وكنت أتردد على مكتب معاليه في المكتب الخاص لأمير المنطقة لمتابعة شؤون مؤسسة حمد الجاسر الثقافية وعرفت الكثير من دقته في المواعيد وروعة إدارته للمكتب الخاص لسيدي سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض آنذاك، وكان له فضل كبير عليّ شخصياً بالدعم والتشجيع لإكمال دراستي العليا، وقبل انعقاد مجلس الأمناء على مدار ثلاث سنوات، كنا في اللجنة التنفيذية للمؤسسة نزور الملك سلمان -حفظه الله- في مكتبه بمقر إمارة منطقة الرياض، إبان توليه إمارة المنطقة لنعرض عليه التقرير السنوي للمؤسسة وجدول اعمال اجتماع مجلس الأمناء. وفي هذا الطقس الثقافي المميز على مدار ثلاث سنوات إبان إدارتي لمركز حمد الجاسر الثقافي تشرفت بزيارة الملك سلمان في إمارة الرياض أكثر من مرة برفقة أعضاء اللجنة اتنفيذيه للمؤسسة برئاسة معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر وزير الدولة رحمه الله ونائبه معالي الدكتور إبراهيم العواجي رحمه الله وعضوية المهندس معن الجاسر رئيس المؤسسة ومعالي الدكتور أحمد الضبيب والدكتور عبدالرحمن الشبيلي رحمه الله والأستاذ حمد القاضي والأستاذ محمد رضا نصرالله ومن خلال زياراتي المتكررة للملك وحضوري لمجلس الأمناء الذي يرأسه بشكل سنوي خلال فترة إدارتي للمركز، عرفت عن كثب ورأيت وسمعت كيف يدير حفظه الله تلك الاجتماعات وكيف كانت عنايته الفائقة بالتاريخ السعودي وكيف كانت علاقته الأصيلة بالمثقفين العرب وحرصه الكامل أن يمنح مثل هذه المؤسسة الناشئة من وقته وجهده لتسهم في الوفاء لرجالات الوطن أمثال حمد الجاسر وكيف كان سيدي خادم الحرمين الشريفين في تلك الاجتماعات ينصت لهموم المثقفين وطموحات المفكرين ويصحح ما يخص تاريخ الوطن من خلال ذاكرته الموسوعية التي تحفل بأحداث التاريخ السعودي ورجالات الوطن وعلى سبيل المثال عندما تشرفت برؤية سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عندما زرته في معية اللجنة التنفيذية في إمارة المنطقة وعندما ذكر له معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر -رحمه الله- اسمي سألني عن سيدي الوالد «ضاوي بن عبدالله» والذي تشرف بالعمل في إمارة منطقة الرياض قبل (60) عاماً، وسألني عن أسرتي وتحدث كثيراً عن قبيلتي (الدعاجين) ورجالاتها المخلصين لهذا الوطن وشملني برعايته وتقديره -رعاه الله-.