دمشق - أ ف ب:
دخلت القوات النظامية السورية بمؤازة حزب الله اللبناني الاحد مدينة الزبداني في ريف دمشق، اثر هجوم عنيف بدأته اول امس على المدينة التي تعتبر آخر معاقل المعارضة في المنطقة الحدودية مع لبنان. وذكر مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس ان «جبهة الزبداني شهدت تقدما ونجاحات اليوم»، مشيرا الى ان «الجيش بدأ الدخول الى اطراف المدينة».
وذكر التلفزيون السوري في شريط اخباري عاجل ان «وحدات من قواتنا بالتعاون مع المقاومة اللبنانية أحكمت سيطرتها على حي الجمعيات في غرب الزبداني وحي السلطانة في شرق المدينة». واضاف ان هذه الوحدات «تتابع عملياتها بنجاح موقعة عشرات الارهابيين قتلى ومصابين».
من جهته، اكد المرصد السوري لحقوق الانسان دخول المدينة، موضحاً أنه جاء إثر عملية عسكرية عنيفة قام خلالها الطيران منذ صباح امس «بالقاء ما لا يقل عن 12 برميلاً متفجراً» على الزبداني، بالاضافة الى قصفها بصواريخ «يعتقد بانها من نوع ارض- ارض». وتسببت «الاشتباكات العنيفة» في محيط المدينة بمقتل 14 عنصرا من قوات النظام وحزب الله بالاضافة الى 11 مقاتلا من المعارضة خلال الساعات الاربع والعشرين الاخيرة.
وبثت قناة «المنار» التلفزيونية اللبنانية التابعة لحزب الله لقطات لمقاتلين بلباس عسكري قالت انها لعناصر الجيش السوري وحزب الله داخل المدينة، وهم يطلقون النار من رشاشاتهم او يلقون القنابل من داخل ابنية او في مساحات حرجية، بينما كان في الامكان مشاهدة دخان ابيض كثيف ينبعث من انفجارات قوية.
وتبعد الزبداني نحو عشرين كيلومترا شمال دمشق، وكانت تشكل قبل بدء النزاع ممرا للتهريب بين سوريا ولبنان، وهي من اولى المدن التي انتفضت ضد النظام في منتصف آذار/مارس 2011، ودخلت تحت السيطرة الكاملة لفصائل المعارضة منذ اواخر 2013.
في نيسان/ابريل، استكمل مقاتلو حزب الله والقوات النظامية عملية عسكرية واسعة في منطقة القلمون طردوا خلالها مقاتلي المعارضة من المنطقة التي تشكل الزبداني امتدادا لها. الا ان المئات من المقاتلين تحصنوا في مناطق جبلية على الحدود. لكن حزب الله شن عملية جديدة الشهر الماضي نجح خلالها في إبعادهم عن الحدود.
وتشرف الزبداني على الطريق العام بين دمشق وبيروت. وتعتبر استراتيجية لحزب الله اكثر منها لمقاتلي المعارضة المحاصرين فيها منذ اكثر من سنة، اذ ان من شأنها ان تسهل تنقله بين سوريا ولبنان.