انتقادات واسعة.. إعلاميون وجمهور يسخرون من الفكرة ">
الدمام- سامي اليوسف:
أطلق أستاذ ادارة الأعمال الجامعي، والكاتب الرياضي الدكتور حافظ المدلج وسم «هاشتاق»: لعبة الفقراء يختطفها الأغنياء عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في معرض حملته الناقدة لتوجه الاتحاد السعودي لكرة القدم إقامة مباراة السوبر بين فريقي النصر والهلال في عاصمة «الضباب»، لندن.
وكان قد عنون لآخر مقالاته في هذا السياق «حفلة لندن» منتقداً بحدة نقل السوبر السعودي إلى لندن، واصفاً الفكرة بأنها لا تمت للرياضة والتسويق الرياضي بصلة، «فالمال ليس كل شيء ومن غير المنطق أن تكون القرارات مبنية على أساس مالي فقط، فربما يربح المتعهد من بيع التذاكر والإعلانات ولكن الكرة السعودية لن تربح شيئاً من السوبر اللندني الذي لن يسوّق لأنديتنا في السوق البريطاني غير المستهدف، وستتحول المباراة إلى حفلة خاصة لنخبة السائحين في أوروبا».
أين الدراسة؟
ويتساءل الاعلامي الرياضي عادل التويجري هل استشارت رابطة دوري المحترفين الأندية ؟، وهل دُرس الأمر بعناية من كافة جوانبه أم أن القرار ارتجالي وبحث عن «المال» فقط!.
ويضيف عبر ثماني تغريدات من حسابه في «تويتر» كتبها تحت وسم «كأس السوبر في لندن»: هناك لجنة قائمة اسمها لجنة الدراسات الاستراتيجية أتحدى إن كانت «درست» الموضوع وقدمت توصيات رصينة، ويزيد: أتُدعم لندن وتُنسى الطائف وأبها وجدة ومكة والخبر وبريدة .. أي عبث هذا؟!.
ويؤكد التويجري أن كرة القدم صناعة كل تجربة فيها مفيدة لأطراف عدة وشبابنا ومدننا أولى ببطولاتنا، ويقرر أن من لا يعرف يسوق ببطولاته إلا في «لندن» فهو مسوق فاشل، فالتحدي «هنا» لا «هناك».
تساؤلات عدة
شاركت الكاتبة الصحافية لولو الحبيشي في الوسم الذي أطلقه الدكتور المدلج وعلقت بقولها:» إن إقامة السوبر السعودي في لندن هو استمرار للعبث بالرياضة، وشاهد على التنافر بين المؤسسات الحكومية»، وتساءلت بدورها عن دور ورأي هيئة السياحة في الأمر.
بينما قال عادل الحميداني «للأسف هذا استغفال للجماهير تحت غطاء الاستثمار، والحقيقة إنها لعبة تجار»، وعلق منصور آل محمود «لماذا نحرم من يأتي بسيارة من تبوك، وجيزان، وعرعر، ومن حائل من حضور المباراة ونقدمها لسواح لندن؟».
في الوقت الذي راح فيه بعض المشجعين يتحدثون فيه عن أسعار التذاكر باهظة الثمن للطيران من الرياض إلى لندن، واستعرض أحدهم أسعار التذاكر على درجة الضيافة، وكذلك الدرجة الأولى على مختلف شركات خطوط النقل الجوي المختلفة مشيراً إلى أن أقل الأسعار لن تقل عن أربعة آلاف ريال في حال الحصول على حجز مؤكد.
من جانبه تساءل خلف المدبغ عن موعد صدور التأشيرة «فيزا»، وقال: «ناهيك عن أسعار تذاكر الطيران والفندق وتذكرة المباراة».
غير مقبول
وكانت وكالة الأنباء الألمانية قد تفاعلت مع تغريدات عضو شرف نادي الهلال حسن الناقور عبر حسابه في «تويتر»، والتي عبّر فيها عن استيائه الشديد جراء الأنباء المتداولة عن إقامة كأس السوبر السعودي بين النصر والهلال في العاصمة البريطانية لندن، مشيراً إلى أن بوادر نجاح تلك الفكرة ضعيفة جداً.
وكتب الناقور عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر): «السوبر في لندن فكرة خاطئة تسويقياً وبوادر نجاحها ضعيفة جداً ، في الرياض سيكون الحضور بكامل الملعب ومبيعات التذاكر قياسية».
وأضاف : «السوبر في لندن تحمل المشجع لتذاكر السفر والإقامة وايضاً سعر التذكرة الذي سيكون مرتفعا بشكل مبالغ فيه جداً».
وأتم الناقور تغريداته ، قائلاً : «السوبر في لندن اتذكر عندما أقيم النهائي الآسيوي في الرياض المبيعات كانت قياسية من طرف واحد وهو الهلال فلك ان تتخيل مباراة ديربي».
وتفاعل الدكتور حافظ المدلج مع تصريحات الناقور، والتي نشرت هنا في «الجزيرة»، وطالب فيها اتحاد الكرة بتقديم مبررات إقامة السوبر في لندن بقوله: «حين يتحدث خبير تسويق مستثمر في تشيلسي مثل حسن الناقور فعلينا أن نعيد النظر ولا نسكت».
بيع البيض
لم يبتعد الكاتب الرياضي ناصر الجديع كثيراً عن المنتقدين لفكرة نقل السوبر السعودي إلى لندن، وكتب في مقاله تحت عنوان: «السوبر في لندن.. تمزحون» عن المردود، والحضور الجماهيري، والتسويق «إن كان هدف اتحاد القدم من إقامة مباراة رسمية على كأس السوبر بين الهلال والنصر هو استثمار المناسبة للخروج منها بأكبر مردود مالي ممكن، فإن هناك ألف طريقة وطريقة لفعل ذلك دون الاضطرار لتغيير مكان المباراة، ونقل الفريقين وأجهزتهما الفنية والإدارية واتحاد القدم بلجانه ومسؤوليه إلى العاصمة البريطانية!».
وزاد:» وإن كان الهدف ضمان الحضور الجماهيري فلقاء يجمع الهلال والنصر على كأس في الرياض لم يعهد عن مدرجاته إلا تعبئة طاقتها الاستيعابية قبل بداية اللقاء بساعات، وإن كان الغرض هو تسويق كرة القدم السعودية وتعريف الإنجليز بها كـ(مُنْتَج)، فاتحاد عيد والنويصر (يبيع البيض على سلاقينه)!، إذ إن الإنجليز يعيشون اكتفاء ذاتياً في مجال كرة القدم الحقيقية».
تعليقات ساخرة
لم تخل التغريدات في «تويتر» من بعض التعليقات الساخرة، واللاذعة سواء من المشجعين، أو الإعلاميين، والمهتمين بالشأن الكروي، ونذكر أبرزها، فقد كتب المستشار القانوني أحمد المحيميد: «أخشى أن نكون مثل مضيع العيد بالقريتين، لا طلنا لندن، ولا استفدنا من مصايفنا»، وعلق عبداللطيف العامودي: «فلوس زايدة، وتسويق بليد»، وقال محمد الدوسري: «يريدون سفرة معتبرة يصيفون فيها، وتكون بالنظام».
فيما كتب الصحافي سلطان المهوس: «الحل: السوبر بالخبيب (أقدم أحياء مدينة بريدة) كليجا وسعة صدر وجمهور والتمر بعد مستوي..». ويتضح لنا من ردود الأفعال الإعلامية، والجماهيرية بأن قرار نقل السوبر السعودي إلى لندن إن تأكد ، فهو قرار لم يخضع لدراسة متأنية تتميز ببعد النظر، وتناول جميع الجوانب المهمة، وكما أن الناديين لم تتم استشارتهما بشكل جدي، ولم يراع جماهيرهما في الوقت ذاته، ولا سيما أن كرة القدم هي اللعبة الشعبية التي تهم البسطاء عند كل الشعوب، وفي كل المجتمعات.
يذكر أن كأس السوبر السعودي هي بطولة تقام مع مطلع كل موسم كروي جديد بين بطل الدوري وبطل كأس الملك.
وفي مطلع موسم 2013 أقيمت أول مباراة سوبر بعد اعتمادها بشكل رسمي من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم بين نادي الفتح بطل الدوري ونادي الاتحاد بطل كأس الملك على ملعب مدينة الملك عبدالعزيز في مكة المكرمة وانتهت المباراة بفوز الفتح باللقب بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
وأقيمت في عام 2014 بين بطل الدوري نادي النصر وبطل كأس الملك نادي الشباب في العاصمة الرياض على ملعب استاد الملك فهد الدولي، وانتهت المباراة بفوز نادي الشباب بالبطولة بركلات الترجيح.