فاطمة العتيبي
الحلقتان اللتان قدمهما فريق عمل سيلفي على قناة MBC هما إعلان براءة المجتمع الطيب من داعش وفكرها وتطبيقاتها ومن الواضح أن المجتمع السعودي واع اليوم لحقيقة داعش خاصة بعد إرهاب المساجد!
الكوميديا السوداء (La comédie noire) هي تلك الكوميديا الساخرة التي تصور المفارقة الصارخة بين السلوك والقيم، وتتسلح بالضحك، والجنون، والهذيان، والباروديا، والمحاكاة الساخرة، للواقع الغرائبي الذي تحطمت فيه منظومة القيم.. بمعنى أن الكوميديا السوداء فلسفة تأملية تغوص في التحولات الإنسانية التي تجعل من الإنسان يخرج من ذاته ويتمرد على قيمه في حالة تشبه الهذيان والجنون واللا انتماء للزمان والمكان.
والحقيقة إن المتابع لسيناريو تكون وتشكل ما يسمى بـ داعش يجد نفسه أمام مسرحية تنتمي لنظرية الكوميديا السوداء.
يعرفها أحمد بلخيري بأنها: «نوع قريب من التراجيكوميديا. إن المسرحية - هنا- ليس لها من الكوميديا إلا الاسم، بسبب الرؤية المتشائمة السائدة فيها، نتيجة التنكر للقيم».
هذا، وتستند هذه الكوميديا إلى السخرية اللاذعة، والتغني بالشذوذ، والارتكان إلى الباروديا، والمبالغة في الكروتيسك، والميل إلى التعيير الكاريكاتوري، وانتقاء الهابط والسوقي والفج من الألفاظ والتعابير والصيغ التداولية، والتركيز على ما هو غريب وشاذ في سلوكيات المجتمع ولغته، والخلط الهستيري العجيب بين الأساليب والفنون والأزمنة والأمكنة، والتغني بفلسفة العبث والعدم.
أما أسلوب التمثيل والعرض الذي يعتمد عليه المخرج أو الدراماتورج في تقديم الكوميديا السوداء، «فيتسم بالمبالغة الشديدة في الحركة ومسرحية الأداء المفتعلة، مع التأكيد على المفارقات المحسوسة والتماهي بين حالة الذكورة والأنوثة» المتابع لفكر داعش وتطبيقاتها يدرك أنها مسرحية هزلية قوامها فاسدون وصبية نفروا لايلوون إلا على شئ إلا انتظار الوعد بالحور العين. وليحترق العالم بمافيه، وهي نظرية العدمية والعبثية التي. تقوم عليها داعش وممارساتها في النحر والحرق وقطع الرؤوس!.