جامعة الخليج العربي تحتفي بتخريج 230 خليجياً.. منهم 107 أطباء ">
البحرين - جمال الياقوت:
رعى وزير التربية والتعليم البحريني الدكتور ماجد بن علي النعيمي احتفال جامعة الخليج العربي بتخريج الفوج الحادي عشر من طلبتها الدارسين في كليتي الطب والعلوم الطبية والدراسات العليا الذي عُقد أمس بفندق الخليج بحضور عدد من السفراء الخليجيين في مملكة البحرين، وأعضاء مجلس أمناء الجامعة، وكبار رجالات القطاع الطبي والتعليمي، والسلك الدبلوماسي.
وأشاد راعي الحفل، وزير التربية والتعليم الدكتور ماجد بن علي النعيمي بجامعة الخليج العربي، بوصفها مشروعاً عربياً خليجياً وإنجازاً أصيلاً متميزاً من إنجازات قياداتنا الحكيمة -يحفظها الله ويرعاها-، حيث أصبحت الجامعة اليوم تجسيداً حقيقياً لوحدة دول الخليج العربي، ونموذجا ًحياً يترجم ميثاق التنسيق والتعاون والتكامل بينها، ويُوثق العلاقة ويقوي أواصر الترابط بين أبنائها.. كما أشاد بمكرمة المغفور له -بإذن الله تعالى- خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه - بالتبرع لإنشاء المدينة الطبية التابعة للجامعة، ومكرمة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى -حفظَه اللهُ ورعاه- والمتمثلة في التبرع بالأرض لإنشاء هذا المشروع، مؤكداً حرص مملكة البحرين على دعم هذه الجامعة لتحقيق رسالتها العلمية وأهدافها النبيلة.
وأشار الوزير إلى دور الحضارة العربية الإسلامية في مجال الطب وخدمة الإنسانية، حيث كان هذا الأمر محط اهتمام وزارة التربية والتعليم التي أقامت معرض (زدني علماً أبني وطناً)، الذي سلّط الضوء على الإنجازات في تلك الحضارة، وكان فرصةً لتعريف الطلبة وأولياء أمورهم بتلك الإنجازات وحفزهم على تقدير العلوم والاهتمام بمجالاتها، داعياً الخريجين إلى مواصلة التحصيل العلمي في التخصصات الدقيقة ومتابعة البحث العلمي وحضور المؤتمرات العلمية ومواكبة آخر المستجدات في هذا المجال.
ومن جانبه، أكد رئيس جامعة الخليج العربي، الدكتور خالد بن عبد الرحمن العوهلي في كلمة ألقاها بالمناسبة أن الاحتفال بتخريج باقة جديدة من الكوادر الخليجية المؤهلة في القطاع الطبي والتقني والتربوي وإدراة الأعمال، وثلة طيبة مباركة من خريجي الجامعة، زاخرة بالتميز والعطاء لرفد التنمية بدول الخليج العربية، وهو احتفال يأتي بالتزامن مع احتفال جامعة الخليج العربي بمرور 35 عاماً على تأسيسها، وهو ما يؤكد صلابة جامعة الخليج العربي ونجاحها المستمر كمشروع خليجي تعليمي مشترك رائد، خرج منذ تأسيسها وحتى الآن 3457 طالباً، منهم 1964 طبيباً وطبيبة، 1493 من حملة الماجستير والدكتوراه.
وأشار إلى تخريج 123 طالبة وطالباً من الدراسات العليا و107 طلاب وطالبات من كلية الطب والعلوم الطبية، منهم 30 من مملكة البحرين، و39 من المملكة العربية السعودية، و35 من دولة الكويت، وطالبتان من سلطنة عمان، وطالبة من دولة الإمارات العربية المتحدة.
إلى ذلك، رفع الدكتور العوهلي خالص الشكر والامتنان لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي على دعمهم المتواصل وثقتهم الغالية بالجامعة، وقال: «إن دول العالم تشهد منافسة اقتصادية شديدة محورها الابتكار والاختراع، وأصبح التقدم والنمو الاقتصادي للدول وقدراتها التنافسية والتفاوضية مرتبطاً بتميزها وقدرتها على الابتكار والإبداع، وهناك شواهد في حاضرنا على ذلك مثل الابتكارات الحديثة المستخدمة لاستخراج النفط الصخري بتقنيات إبداعية متقدمة، حيث أدت هذه الابتكارات إلى إعادة تشكيل موازين السوق النفطية»، مستعرضاً بأمثلة مشابهة في قطاع المعلوماتية والاتصالات الإنترنت والهواتف الذكية، وصناعات الأدوية القائمة على التقنيات الحيوية والهندسة الوراثية، وفي استعمال الخلايا الجذعية لأغراض علاجية، وصناعات الأغذية المحوّرة جينياً، مؤكداً أنه لخوض هذه المنافسة لا بد من جدارة عالية في الابتكار والاختراع.
واستشهد الدكتور العوهلي بمدن الابتكار والاختراع في دول العالم في مدن العلوم الست في المملكة المتحدة المتخصصة في مجالات علمية فريدة تساهم في دفع الهياكل الاقتصادية الوطنية إلى المنافسة الدولية، ومدينة جينا للعلوم والتقنية في ألمانيا، ومدينة كيستا للعلوم والتقنية في السويد، ومدينة كنسائي في اليابان، وغيرها من مدن الابتكار كمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية، وكذلك جهود مملكة البحرين في اعتماد إستراتيجية التعليم العالي وإستراتيجية البحث العلمي، ومدينة مصدر في دولة الإمارات، ومؤسسة قطر، ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، ومجلس البحث العلمي في سلطنة عمان.
وأشار إلى أنه في إطار هذا التنافس العالمي على الريادة في كل مجالات الابتكار والاختراع، يبرز الدور السامي الذي أُسست من أجله جامعة الخليج العربي برؤية كريمة من أصحاب الجلالة والسمو قادة دول الخليج العربية، لتتميز الجامعة بالأصالة في برامجها وتخصصاتها، والتجديد في مناهجها والحداثة في أساليبها، لتكون مصدراً للابتكار والاختراع لخدمة مجتمع ودول الخليج العربية.
واوضح أن الجامعة أُسست بتخصصات فريدة في الطب، والتقنية الحيوية، وإدارة المياه والبيئة، واستزراع الأراضي القاحلة، وتربية الموهوبين، وهي تبدأ عصراً جديداً بمدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الطبية، التي تمر بمراحل التصميم لتكون مدينة للابتكارات الطبية، فيما تواصل الجامعة مسيرتها إلى آفاق إبداعية مشرقة بتخصصات نادرة مثل طب الجزيئيات والطب الشخصي، والابتكار وإدارة التقنية، وإدارة العلاقة بين المياه والطاقة والأمن الغذائي، والجيومعلوماتية، إضافة إلى تخصصات ابتكارية أخرى ستعلن عنها الجامعة في المستقبل القريب ضمن خطة تهدف لمساهمة الجامعة في تعزيز القدرة التنافسية لدول الخليج العربية بين دول العالم، ومساندة مسيرتها في التنمية، ولتحقيق مزيد من الرفاهية لمجتمعات خليجنا الغالي.
ومن جهتها، ألقت الخريجة مريم محمد بوصلحة كلمة الخريجين عبَّرت فيها عن فرحة مشاعر التخرج وحصد ثمار التعب والاجتهاد، مؤكدة أن يوم التخرج لن يكون آخر محطة في درب النجاح وتنمية الخبرات لتحقيق المجد لوطن الخليج الأكبر، وتلبية احتياجاته ومتطلباته لبناء غدٍ واعد ومستقبل يفيض بالخير والعطاء والاستقرار.
عُرض خلال الحفل فيلم وثائقي أعده قسم الإعلام بالجامعة يحكي عن إنجازات الجامعة وأهم المحطات في مسيرتها التاريخية الممتدة لخمسة وثلاثين عاماً، فيما قرأ آيات عطرة من القرآن الكريم الطالب عبد الرحمن بوهندي، وكان كل من سالم العثمان، وشيخة بوكمال، وسلمان السندي عرفاء الحفل.
بعدها، قام الدكتور ماجد بن علي النعيمي بتوزيع الشهادات على الطلبة الخريجين من جميع دول مجلس التعاون الخليجي بمختلف التخصصات الأكاديمية، ليؤدي عميد شئون الطلبة قَسَم الطبيب في ختام الحفل ويردده من ورائه خريجو الطب، معاهدين الله أن يؤدوا مهمتهم الإنسانية على أكمل وجه.