فهد بن جليد
لم تتجاوز العاشرة من عمرها، حفظت القرآن الكريم كاملاً بتلاوة وتجويد أذهلت به الكثير من (المشايخ ومشاهير القراء)، وأبكت بعضهم على الهواء مباشرة، وهم يستمعون لتلاوتها عبر الهاتف!
الطفلة (براءة سامح) من أب مصري وأم سورية يُقيمان في السعودية، عاشت قصة مؤثرة ومؤلمة، تحمل في طياتها جوانب مُحزنة جداً، بدأت القصة عندما اكتشفت الأم أنها في المراحل الأخيرة من السرطان، مما اضطرها للإقامة في المستشفى، ولم تكن تريد أن تتأثر الصغيرة، التي بدأت عليها -علامات النبوغ والذكاء مبكراً- فحاولت التمهيد لما سيحدث بقولها لصغيرتها: سوف أسبقكِ إلى الجنة، لنتقابل هناك..!
في يوم من الأيام تلقى الأب اتصالاً من المستشفى يطلب منه الحضور فوراً، فأخرج الصغيرة من مدرستها وتوجه إلى المستشفى، ولكنه ترك براءة في السيارة ليعرف إذا ما كان يُمكنها رؤية أمها أم لا؟ عاد الأب صوب صغيرته وهو يبكي بعد أن أخبره الأطباء أن وضع زوجته خطير وقد تموت في أي لحظة، لتدهسه سيارة مسرعة أمام عيني (ابنته) الصغيرة..!
مات الأب.. لتلحق به (الأم) بعد أيام، وتصبح الصغيرة وحيدة في هذه الحياة، وقبل أن تغادر إلى مصر حيث جدها وجدتها، اكتشف أقاربها أنها مُصابة هي الأخرى (بالسرطان)، عندها فتحت لها صفحة على الفيسبوك عام 2010م كانت تتواصل من خلاله مع الناس تحكي قصتها، وتطلب منهم الدعاء فقط، سافرت إلى بريطانيا للعلاج، وكانت تشارك بتلاوتها في الفضائيات، وتنشد قصائد مؤثرة لتوديع والديها، وتقول إنها سوف تلحق بهم في يوم من الأيام، فهما السبب لحفظها القرآن الكريم..!
مُنذ ديسمبر 2013م انقطع صوت (براءة) العذب والمُبكي عن المشاركة في البرامج التلفزيونية، ولم تظهر أخبارها على صفحتها مُجدداً، وسط تعليقات بأنها توفيت ولحقت بوالديها..؟! بينما آخرون يقولون إنها قد تكون شخصية وهمية (الهدف منها الدعوة للتربية الحسنة للأولاد) وحفظ القرآن، رغم أن (اليوتيوب) مليء حتى اليوم بمقاطع مؤثرة لتلاوة الصغيرة..؟!
سواء كانت قصة (براءة) -حقيقة أم لا- فقد أعطتنا درساً مجانياً في الصبر والاحتساب، وحسن التربية، ويكفي أنها لم تطلب (تبرعاً مالياً) مثلما فعل حساب الكذبة الشهير.., وهو ما يجعلها قصة مُلهمة تستحق أن تروى، وصوتاً عذباً يستحق أن يُسمع!
-رحمك الله يا براءة- فأنتِ نموذج لطفلة لم يكتشفها أحد بيننا بعد؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.