عبد الكريم الجاسر
بدعوة من شركة الاتصالات السعودية أس تي سي تواجدت الأسبوع الماضي برفقة الزميل محمد البكيري في مدينة مانشستر الإنجليزية معقل الفريقين العريقين المانيو والسيتي وحضرنا مساء الأحد الماضي اللقاء الكبير والذي استضافة اولدترفورد بين المضيف مانشيستر.
والقادم من العاصمة لندن ارسنال فنجر في مباراة كانت كل الاستعدادات قبلها توحي بأنها ستكون من المباريات الكبيرة والقوية الفريقين الكبيرين.. شخصيا ليست المرة الأولى التي أحضر خلالها لقاء في البريمرليغ لكنها الأولى في معقل اليونايتد وقد كانت تجربة مثيرة عرفت خلالها معنى أن يلعب الفريق علي أرضه وبين جماهيره وما هي الميزة التي يحصل عليها كل فريق حين يلعب بين محبيه فالأجواء كلها مشحونة لمصلحته والفريق الضيف فعلا يشعر بأنه غريب ويلعب وحيدا وسط أجواء كلها تصب لمصلحة الخصم ولذلك يحتاج أن يكون محظوظا حتى يخرج بالتعادل علي الأقل فما بالك بالفوز الذي يعد أشبه بالمعجزة على هذا الملعب إذا استثنينا الموسم الماضي طبعا لن أتحدث عن المباراة فقد شاهدها محبو الكرة الإنكليزية بكل تأكيد في وقتها لكنني سأتحدث عن أثر هذه المباراة على المدينة ذاتها وكيف تحول النادي إلى مصدر جذب للأموال للمدينة والنادي نفسه عبر فريقه الكروي وكيف يأتي الناس فرادى ومجموعات من مختلف المناطق والدول لمساندة المانيو بطريقة تفوق ما يفعله الإنجليز أنفسهم في مناصرتهم لنجومهم فضلا عن أن النادي بات يتمحور حوله كل شيء في المدينة اقتصاديا وثقافيا ورياضيا وعلى كافة الأصعدة الجانب المهم الذي دائماً ما يلفت انتباه القادمون مثلنا من دول العالم الثالث هو الجانب الاقتصادي المهول والجانب التنظيمي لمباراة بهذا الحجم الجماهيري الذي يتكرر أسبوعيا بشكل تلقائي فالتنظيم غاية في الروعة والدقة والسلاسة بفضل وجود إعداد كبيرة المنظمين الذين يعرف كل منهم دوره ومنطلقته التنظيمية جيدا ولذلك ينعكس هذا الأمر على الطريقة التي تصل فيها للملعب والراحة التي تجدها في كل أرجائه أما على صعيد المتجر الخاص بالنادي فقد كانت زيارتنا له قبل المباراة ووقتها كانت ساعة الذروة والازدحام الشديد في كل أقسامه والتبضع للمرتادين يسير بشكل منتظم وسط قوة شرائية عالية جدا لمحبي النادي من مختلف الجنسيات والاعراق وهذا في الغالب موجود في كل الأندية الكبرى يوم المباراة وهو يدر دخلا عاليا جدا للنادي يجعله من أغنى أندية العالم الجماهير الإنجليزية لم تترك مقعديا خاليا في الاستاد..الحضور يكاد يكون فوق طاقة الملعب وعند الحديث مع بعض المنظمين افادوا بأن ذلك يحدث في كل المباريات وتقريبا لنفس الأسماء والوجوه بالنظر إلى أن المباريات تباع للموسم كاملا وهناك لائحة انتظاره طويلة لحصول على التذاكر الموسمية والعضوية تمتد لسنوات طويلة.. وربما يؤثر هذا من وجهة نظري على شغف وحب الجمهور وتفاعلهم مع فريقهم بالنظر لكونهم أسبوعيا متواجدون في المباريات إضافة الى عامل السن حيث يظهر للمتابع أنهم في الغالب من كبار السن ولذلك لا تجد الصخب الموجود في ملاعبنا مثلا او ملاعب بعض الدوريات والدول الأخرى في الملاعب الإنجليزية.
عموما تجربة رائعة منحتنا إياها شركة الاتصالات السعودية التي يظهر لنا فعلا أنها تحتفظ بشراكة قوية جدا مع المانيو وتحظى باحترام وتقدير لهذه الشراكة المفيدة للطرفين والتي سمحت للعديد من هذه الخبرات السعودية والقيادات فيها من الاقتراب أكثر من التجربة الإنجليزية العريقة في هذا المجال ورغم أن الملعب قديم جدا جدا وعمره حوالي 100 وخمس سنوات إلا أن حسن التنظيم تغلب كثيرا على قدم المنشأة وصغر حجمها حيث تجولنا في اليوم السابق للمباراة (السبت) في أرجاء النادي وتعرفنا على كل مرفقاته المتواضعة جدا بالنسبة لي بالمقارنة مع ما شاهدناه في دول عديدة رغم الصعوبة لابد من الفوز.
لقاء اليوم للفريق الهلالي لا يحتمل سوى نتيجة واحدة فقط وهي الفوز فرغم أفضلية الإيرانيين بالفوز غير المستحق في طهران إلا أن الثقة كبيرة جدا برغبة نجوم الهلال اولا وقدرتهم ثانيا على تجاوز بيروزي اليوم بين جماهيرهم فقد خسر الإيرانيون خارج أرضهم بالثلاثة أمام النصر والخويا وهو ما يعني أن المستوى الذي شاهدناه عليه في طهران هو أفضل ما لديه وأن الهلال أفضل بمراحل لكنه يحتاج للهدوء والتركيز والثقة بالنفس ليتمكن من التسجيل فبدون هز الشباك لن يواصل الفريق مشواره الآسيوي.