لا شك أن صدور الأمر الملكي الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية - حفظه الله - في العاشر من شهر رجب 1436هـ بتعيين سموه الكريم وزير دولة وعضواً بمجلس الوزراء، ومستشاراً ومبعوثاً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين، ومشرفاً على الشؤون الخارجية.. هذا كما أمر خادم الحرمين بتعيين السفير السعودي في أمريكا الأستاذ عادل الجبير، وزيراً للخارجية خلفاً للأمير سعود الفيصل لما أنجزه من جهود مثمرة خلال أداء واجبه كسفير للمملكة في الولايات المتحدة الأمريكية.. طبعاً هذ الأمر السامي الكريم تقدير من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بإضافة سموه كداعم من دعائم صروح البلاد التي يرتكز عليها الوطن الشامخ نظير قدراته القيمة وخبراته الفائقة وأدائه المميز بكل جد وجهد وتفان بثبات دائم وإخلاص طيلة 40 عاماً كوزير للخارجية للمملكة العربية السعودية، ونبع لا يجف، مسفيض بالعطاء لوطنه الحبيب طيلة عهود أصحاب الجلالة ملوك المملكة المتعاقبين، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أطال الله بقاءه.
وذلك بالوقوف بهمة وعزم وحزم وتصميم لتسيير مجريات الأمور السياسية الخارجية لبلاده وفي خدمة قضايا الأمة الإسلامية والعربية.
ومما تجدر الإشارة إليه أنه عندما تولى زمام الأمور في وزارة الخارجية برز سموه بمهارة فائقة في إدارة مهامه السياسية الخارجية بحنكة وحكمة وذكاء يشهد لها كثير من الملوك والحكماء والرؤساء والحكام والسياسيين في سائر أنحاء العالم، ومن مميزات سموه أنه سريع البديهة بالردود الحاسمة والجريئة على ما يواجهه من مفاجآت في المؤتمرات والمناسبات الدولية، وذلك دليل قاطع على أن سموه غزير التفكير سريع البديهية، ويحمل في ذهنه هموم بلاده وهموم الأمة الإسلامية والعربية.
هذا، بالإضافة إلى تحمله عناء السفر والتنقلات رغم معاناته من معوقات صحية لم تقصه عن مواصلة جهوده الحثيثة في أداء مهامه بكل جهد جبار ولو على حساب صحته.. حفظه الله سالماً معافى.
طبعاً ما من إنسان مثقف في العالم خاصة في الدول العربية والإسلامية أو الغربية والشرقية يجهل من هو سعود الفيصل هذا الأمير ابن الملك فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي نصب ملكاً على المملكة العربية السعودية في تاريخ 27 جمادى الآخرة 1384هـ الموافق 2 نوفمبر 1964م بعد الملك سعود ابن عبدالعزيز رحمة الله عليهم.
أحد أبنائه صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل آل سعود تربى سموه في كنف والده واستقى منه الحكمة والحنكة السياسية والجرأة والشجاعة والاقتداء بمواقفه البطولية الموروثة من والده البطل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمة الله عليه- وأورثها لأبنائه البررة المخلصين من بعده.. (نسأل الله أن يطيل في أعمار من هم على قيد الحياة وندعو الله أن يتغمد برحمته من توفي منهم ويسكنهم فسيح جناته لما بذلوه من جهود جبارة في خدمة الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية وشعبها والعالم الإسلامي والعربي). ومنهم الملك فيصل الذي ألجم بحنكته وبحكمة سياسته رؤساء وحكام دول العالم الكبرى في حينه، عندما تعرضت دول العالم العربي لأزمات سياسية تهدد أمنهم واستقلالهم.
هذا، ولم يمارس سموه عمله السياسي الخارجي فقط عندما تولى زمام الأمور في وزارة الخارجية كوزير، بل كان والده الملك فيصل في حياته قبل ذلك يعتمد على سموه وهو في ريعان شبابه في العلاقات السياسية الخارجية ويوفده في مهام مهمة وصعبة لبعض الدول الغربية الكبرى في ذلك الوقت ومبعوثاً خاصاً لدى هيئة الأمم المتحدة، وكان الملك فيصل رحمة الله عليه يعد المربي الأول والمعلم الجليل الذي تتلمذ سموه على يده، وليس لي هنا مجال لتكرار ما عرف عن ذكر سيرته الذاتية العطرة الغنية عن التعريف وقد ألم بها الجميع وليس هنا متسع في صفحات الجريدة لتكرار ذكر مآثره وخبراته وخدماته ومواقفه الجليلة في عهد والده وبعد وفاته، - رحمه الله - والتي لا يجهلها كثير من المثقفين، والمنتشرة على صفحات التواصل الاجتماعي بالإنترنت.
ما أود أن أنوه عنه باختصار أن سموه حصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد عام 1963م من الولايات المتحدة الأمريكية، وتقلد مناصب مهمة قيادية عدة رفيعة المستوى في الدولة قبل توليه زمام الأمور في وزارة الخارجية.
هذا ما ورثه من مواقف والده الشجاعة والحاصل على قلادة الملك عبدالعزيز لاستحقاقه لها كما يستحقها الأمير سعود الفيصل، كذلك ويستحق أن تقلده الدول العربية وسام الشرف لمواقفه النبيلة وجهوده البناءة في خدمة قضايا الأمة الإسلامية والعربية، وتفويض جامعة الدول العربية بذلك.
كما يستحق أن يمنح سموه وأمثاله من رجال الوطن المميزين شهادة الدكتوراة الفخرية من جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية والجامعات الأخرى، ويستحق أن يطلق اسم سموه وأمثاله من العظماء على أحد شوارع العاصمة بالرياض ومدن أخرى، نظير قيامهم بجهود جبارة وسعي حثيث لخدمة بلادهم وقضايا الأمة العربية والإسلامية.
وما أود أيضاً الإشارة إليه، أنه يستحق أن تقام لسموه الكريم حفلة وداع وتكريم من قبل وزارة الخارجية ومنسوبيها ودعوة أصحاب السمو الأمراء وأصحاب العالي الوزراء والسفراء والأعيان من وجهاء البلاد وتقديم كلمات ترحيب وتمجيد بسموه الكريم، وتقديم عرض وثائقي مصور يستعرض مسيرته الخيرة طيلة 40 عاماً من الإنجازات الخيرة لدينه ووطنه ومليكه وشعبه وللأمتين الإسلامية والعربية.. والله المستعان.
ألبسه الله ثوب الصحة والعافية والقدرة على مواصلة مسيرته الخيرة لخدمة دينه ومليكه ووطنه والأمة العربية والإسلامية بمشيئة الله.