في ظل جهود الدولة حرسها الله في المحافظة على أفكار الشباب واحتوائهم وما تقدمه لكافة أفراد المجتمع والحرص على استتباب الأمن فقد نعم برغد العيش جميع المواطنين وذلك بعد توفيق الله سبحانه ثم جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أطال الله في عمره على طاعته ورجاله المخلصين.
علاوة على ماحباه الله لهذه البلاد المباركة من كونها حاضنة للحرمين الشريفين وقبلة للمسلمين ومنبعًا لمنهج أهل السنة والجماعة وحاملة على عاتقها خدمتهم في أصقاع المعمورة، وناصرة لقضاياهم وداعمة لاحتياجاتهم.
فلا غرابة في حفظ الله لها ودفاعه سبحانه عن عباده المؤمنين فيها، فكلما أوقد أعداؤها نارا للحرب أطفأها الله.
وإن المتأمل والمتابع لساعة الحدث يجد أن الأعداء لا شغل لهم إلا الأضرار بهذه الدولة وممتلكاتها والنيل منها، وإن المشاهد لهذه الأحداث ليجد ما يلفت انتباهه ويثير دهشته حينما يرى بعض من تفيأ ظلال هذا الوطن ونعم بخيراته وعاش سنينه الطوال وهو يعلم علم اليقين أنه لا بلد يطبق شرع الله أفضل من هذه البلاد المباركة، فكان دمية في يد أعداء الدين وألعوبة تستغل لمحاولة تدمير هذا البلد.
و لقد تأملت كثيرًا ويسر الله لي كتابة مقالات حرصت فيها على تسليط الضوء على منهج الخوارج والتحذير منه وجهود رجال أمننا البواسل.
وإن العاقل المنصف حينما يقرأ ما أتكلم عنه في مقدمتي التي استفتحت بها ليخرج بقليل من كثير ولعل من أهم ذلك:
1 - حفظ الله لمن أقام الصلاة ودورها ونشر الخير فيها وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر فلقد جاء في محكم التنزيل قول الحق سبحانه {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ} الحج 41.
2 - دعوة نبينا إبراهيم عليه السلام لهذه البلاد المباركة كما في قوله تعالى: {رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} البقرة 126.
3 - تسخير كافة الإمكانات وتذليل الصعاب فهو دليل واضح وبيان قاطع على منهج ولاة الأمر أيدهم الله من عهد الإمام محمد بن سعود ثم عهد المؤسس الملك عبدالعزيز ومن بعده أبناؤه البررة -رحمهم الله- إلى عهد الملك سلمان - حفظه الله- وولي عهده الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله وما يتجلى من صفاتهم من محبتهم لأهل العلم، وخدمة الإسلام، والقرآن، ونشر الفضيلة، ومحاربة الرذيلة، وتحكيم كتاب الله.
4 - يتبين لنا أن الخوارج من الخارجين عن جادة الصواب وعن سبيل الله سبحانه وتعالى فليست وليدة اليوم ولا حديث الساعة، فلقد ظهرت في عهد النبوة في زمن نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم عندما أنكر ذو الخويصرة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال اعدل يا محمد فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «يخرج من ضئضئ هذا أقوام تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية».
فإذا كان هذا حالهم مع أكمل الخلق وخير من عاش على الأرض فلا غرابة فيما نجده منهم اليوم.
5 - حرمة الدم المعصوم وشناعة الإقدام على قتل مسلم يشهد إلا إله إلا الله، فحرمة المسلم أعظم عند الله من حرمة الكعبة بل من الدنيا مجتمعة لقوله صلى الله عليه وسلم «الذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا».
6 - جهود وزارة الداخلية تتضح جلية وملموسة في تحقيق النجاحات المتوالية بتوفيق الله سبحانه وتعالى ثم يقظة رجال أمننا البواسل في التصدي لهذا الفكر الضال ومعتنقيه، ولعل آخرها القبض على ثلاثة وتسعين إرهابيا.
وتأتي هذه النجاحات المتوالية والخطوات الاستباقية مترجمة لجهود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف -وفَّقه الله- الذي ساهم في دفع عجلة الأمن ومتابعة تطوراته، نسأل الله أن يبارك في مساعيه.
وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه إنه سميع مجيب.