الجزيرة - سعود الشيباني:
كشفت مصلحة الجمارك السعودية والأجهزة الأمنية النقاب عن أشخاص كانوا قادمين من مملكة البحرين الشقيقة قبل أسبوعين وبحوزتهم متفجرات فيما مررت الأجهزة الأمنية السعودية المعلومات لنظيرتها البحرين، حيث كشف رئيس الأمن العام في مملكة البحرين اللواء طارق الحسن عن وجود تعاون وتنسيق أمني مستمر مع الأجهزة الأمنية بالمملكة لكشف ملابسات هذه العملية، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية البحرينية شكلّت فريقاً من مختلف الجهات المعنية بوزارة الداخلية للعمل بالتنسيق مع نظرائهم في المملكة العربية السعودية لمباشرة أعمال البحث والتحري لكشف ملابسات هذه العملية الإرهابية.
وبيّن رئيس الأمن العام البحريني أن عمليات تفتيش مساكن المقبوض عليهما التي تم تنفيذها فور استصدار الأذونات اللازمة من النيابة العامة، أسفرت عن ضبط كمية من مادة يشتبه في كونها تدخل في صناعة المتفجرات، فضلاً عن عدد من الهواتف النقالة والكمبيوترات المحمولة وأجهزة التخزين الرقمي (الهارديسك) والكاميرات وكذلك شرائح اتصالات إيرانية وأوراق نقدية سعودية وأردنية وإيرانية، كما تم تحديد هوية خمسة أشخاص آخرين من المشتبه بتورطهم في نفس القضية والقبض عليهم وبتفتيش مساكنهم عُثر على أوراق تتعلق بشرح كيفية صناعة القنابل وأخرى تتعلق بالدوريات العسكرية، مشيرًا إلى أن أعمال البحث والتحري مستمرة للكشف عن المزيد من المعلومات المتعلقة بهذه العملية الإرهابية.
وأفاد اللواء الحسن أن المواد المضبوطة من قبل الأجهزة الأمنية السعودية أمس هي من ذات المواد التي أحبطت الأجهزة الأمنية البحرينية محاولة تهريبها إلى مملكة البحرين في 28 ديسمبر من عام 2013م عبر البحر وكذلك عن طريق جسر الملك فهد بتاريخ 15 مارس 2015م وهما العمليتان التي سبق الإعلان عنهما والقبض على منفذيهما، لافتًا الانتباه إلى أن مادة (RDX) شديدة الانفجار ليست من المواد المتاحة أو التي يمكن تصنيعها بسهولة وعادة تتوفر لدى جهات محددة وليس من السهل على الأفراد الحصول عليها.
وأكد اللواء الحسن أن الأجهزة الأمنية في مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة، تعمل بشكل تكاملي لملاحقة الأطراف المتورطة في هذا العمل الإرهابي وتحديد أبعاده، وأن التعاون بين البلدين الشقيقين في أعلى مستوياته مما مكّن من تحقيق نجاحات في كثير من العمليات الأمنية النوعية، مؤكداً أن الأمر يتطلب عملاً جماعياً ومواصلة زيادة التعاون والتنسيق بين الأجهزة الأمنية بدول المنطقة وكذلك مع الدول الصديقة لمواجهة هذه التهديدات.
وتجدر الإشارة إلى تعرض قرية الدالوة بمحافظة الأحساء مساء العاشر من محرم الماضي لتفجير إرهابي مرتبط بتنظيم داعش الإرهابي، حيث تلقى الأوامر من الخارج وحدد له الهدف والمستهدفين ووقت التنفيذ والنص على أن يكون التنفيذ في منطقة الأحساء، وقام أحد المجرمين باختيار ثلاثة من أتباعه وتمت مبايعتهم له ومن ثم قاموا باستطلاع الموقع المستهدف وتنفيذ جريمتهم التي بدأت بالاستيلاء على سيارة مواطن وقتله واستخدام سيارته في تنفيذ الاعتداء الإرهابي الذي أسفر عن مقتل سبعة من المواطنين الأبرياء -رحمهم الله-، وإصابة ثلاثة عشر من المواطنين.
وعلى ضوء ما توفر من معلومات فقد نفذت الأجهزة الأمنية حينها في عدة عمليات متزامنة للقبض على كل من ينتمي لهذا التنظيم الإرهابي سواء من المبايعين لقائد التنظيم أو المشاركين أو الداعمين أو الممولين أو المتسترين.