ميسون أبو بكر
كل الطرق تؤدي إلى السياسة هذه الأيام، حيث ننام ونستفيق على مستجدات جديدة في الساحة العربية بالذات التي بات ما يحدث فيها محط أنظار الصغير والكبير والعالم الذي يترقب رحى الحرب في اليمن، وقرارات الملك الحازم سلمان بن عبدالعزيز الذي شغل الدنيا لحظة بلحظة سواء بقرارات داخلية أو خارجية كان آخرها قراره بعدم حضور كامب ديفيد دون أن أحلل أو أفسر الأسباب التي دعت إلى ذلك.
لعل تغريدة السيد عبدالله القرني وما دار حولها من نقاش في تويتر التي أشار فيها إلى تجييش إيران وتصديرها للثورة في المنطقة وغفلة العرب عن مخططاتها لأربعين عامًا دعاني لاستذكار نقاش دار مع أحد السياسيين من المملكة قبل أربعة أعوام حين سألته عن حرص ويقظة المملكة من إيران لدرجة كبيرة؟ فكان رده يفسره ما أصبح واقعًا اليوم حيث تعيش المنطقة قلق شغب الميليشيات الحوثية في اليمن وحزب الشيطان في لبنان والرئيس إيراني التوجيه في سوريا والمنازعات المذهبية في العراق، وهذا يشير إلى أن المملكة لم تغفل أبدًا هذا الخطر الإيراني الذي نما وأصبح علنيًا بعد سنوات من التخطيط من قبل الدولة الفارسية التي يحسب على البعض من العرب الخونة نصرتهم للفارسية على حساب القومية العربية وكلنا يدرك الأطماع الإيرانية وشهوتها المحمومة لتدنيس الخليج العربي بصبغة فارسية لضمه لأراضيها.
وأنا استمع قبل أيام لمحكمة الحريري مع رئيس جبهة النضال الوطني» في البرلمان اللبناني، النائب وليد جنبلاط، في اليوم الثالث مِن إفادته أمام المحكمة الدوليّة الخاصّة بلبنان، أنه التقى رئيس الحكومة اللبنانيّة السابق الراحل رفيق الحريري في 13 فبراير - شباط 2005، أي عشيّة اغتياله، وحذّرهُ حتّى اللحظة الأخيرة من خَطر استهدافِه، وقد احتوت هذه المحاكمة على ما تقشعر له الأبدان من تهديد الأسد للحريري رحمه الله والتدخل السوري الواضح في لبنان وأن الأسد ما هو إلا آلة إيرانية أحرقت الأخضر واليابس في سوريا وكانت فوق إرادة الشعب الذي قاوم واستشهد وشرد.
ولأن المملكة لم تغفل لحظة عن ذلك الخطر الفارسي فقد كان قرار قادتها بنصرة الشعب اليمني حين استفحلت أذرع إيران في اليمن محاولة أن تكون العاصمة الرابعة لها بعد سوريا والعراق ولبنان، ولتدافع أيضًا عن أراضيها التي هي أمنية المشروع الإيراني القذر.
وما هي الصراعات المذهبية اليوم إلا وسيلة وخنجر تغرسه إيران في قلب العالم الإسلامي وفي واقعها هي حرب بين القومية العربية والفارسية، وللأسف ينقاد البعض لكل تلك الخزعبلات والخرافات التي يحاول اتباع ذلك المذهب إشاعتها في ضعاف النفوس لتجييشهم واستمالتهم، ونجد الكثير ما انتشر منها في مقاطع اليوتيوب ويثير السخرية والضحك.
المملكة مقبرة لأعدائها، وتلك الخراطيش والمحاولات البائسة الموجهة نحو الحبيبة نجران لا ترعب حتى الطفل من أهلها الأشاوس، فهناك صقور في الجو وأسود في البر نذروا حياتهم لبلادهم والدفاع عنها، جند الله هم، طائعون لمليكهم وإمامنا سلمان وولي عهده وولي عهده بإذن الله.
لسليمان الصقعبي:
في نظرة عيونك حكايات وأسرار
وفي ناظر عيونك ذرى كل خايف
عين بها جنة وعين بها نار
نايف ولد نايف ومنزلك نايف