ناهد باشطح
فاصلة:
(هناك أمران ينبغي أن يتحسنا وإلا كانت الحياة لا تطاق: إهانات الزمان ومظالم البشر)
-حكمة عالمية-
هل القاضي منزّه عن الخطأ؟ وكيف لا تنطبق عليه موازين البشر ومعاييرهم؟
حدثتني صديقة عن قضيتها العالقة في محكمة الأحوال الشخصية وكيف أن القاضي حينما انفعل قال لها حرفيا «إذن تحملي ما يأتيك» لتبدأ بعدها المماطلة في دعواها ضد طليقها.
هل يعقل أن تستمر دعوى نفقة لأكثر من عام دون حكم؟ وكيف لا ينظر القاضي في ظروف المرأة إن لم تكن موظفة وتعيل أبناءها؟
حينما يتحدث الإعلام عن تسريع قضايا الأحوال الشخصية وعن تسهيل أمور الطلاق أو الخلع والنفقة على المرأة ودمجها في صك واحد فإنه يقدم خطاباً غير واقعي، ومن لا يصدق فليلتقي بالنساء في أروقة المحاكم الشخصية.
وليسأل النساء عن تفاصيل جلسات المحاكم وتحكّم بعض القضاة بمجريات القضية، فالمرأة ما زالت في ذهنية البعض ناقصة عقل ودين، هذا التفكير النمطي يضع المرأة في خانة الاتهام.
والقضاة أنواع قال عنهم سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم - «القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنة. قاض عرف الحق فقضى به فهو في الجنة، وقاض عرف الحق فجار متعمداً فهو في النار، وقاض قضى بغير علم فهو في النار».
رحم الله النساء اللواتي مظلمتهن لدى قاض لا يعرف أن لله عيناً لا تنام.
أرجو ألا يستنفر البعض للدفاع عن القضاة فمقالتي لم تعمم، وبالتأكيد يوجد قضاة على قدر كبير من المسؤولية والتعميم جهل إنما لا بد من تقنين القضاء وتسجيل الجلسات حتى لا يجني طرف على آخر فالناس عند الله سواسية في تقديم مظلماتهم في محكمة الأرض!!