د. خيرية السقاف
لأن كرة القدم قد شكلت منظومة رديئة من السلوك العام, بين المتنافسين، فإننا نتوجّس من تفاقم آثارها السالبة في أخلاق الناشئة، ومَن سيأتي من بعدهم يشكلون قوام المجتمع، وأمل مستقبله،..
من نطمح لأن ينبغ فيهم العالم، والمؤرّخ، والمبدع، والمصمم، والمهندس، والمفكر، والجندي، والطيار, والسياسي، والمعلم، وذو المشورة، والحكمة..
الأمر الذي يدعو للتفكير لأن يتجه المسؤولون عن الرياضة، وأنشطتها لتغيير توجه المجتمع الرياضي إلى نوع آخر من الرياضة، ولتكن الفروسية، فهي تهذِّب النفوس، وتشذِّب السلوك، وتؤسس قيم القوة، والفخر، والشجاعة،..
وقد جاءت في الأثر بوصفها مما يوجب على الوالد أن يعلّمها أبناءه أدرك ذلك حكماء التاريخ..،
فإن عُني بها، وتم تصديرها لتصبح سدة الألعاب، وجُعلت أساس الأنشطة الرياضية، وشُكلت لها الفرق المنافسة، وحُصرت كلُّ الأموال التي تُهدر لكرة القدم من أجل سيادتها على اهتمام الشباب، وتوجه المجتمع، فلسوف تكون ضبطاً لما يحدث، ودرءاً لتفاقم خيبات المجتمع في رياضة كرة القدم...!!
فالفروسية تشغل المتعلّم في صقل قدراته، وتوطد تفكيره نحو تخطي الصعوبات، والتغلب على الخذلان في الذات، وتهيئه لكل جلل، وتسخره لكل عطاء..،!
وهي تؤسس لأريحية الفكر فيه، ولسلامة النفس، وطيب الخلق، وتستشرف منه متانة المواقف، وتغرس فيه دعامات الانتصار..!
فإن بلغت عنده حدَّ المنافسة يقابلها عميق الرضا، وتجللها النزاهة،
فليس من فارس لا يتحلّى بصفات ما يمارس،..
لأن الفروسية حين تمارس تصبح سلوكاً فاعلاً..، ونشاطاً مرتهناً بأخلاقها..،
حينها تنقشع مع كر أحصنتها، وفرها أتربة البذاءة، والعفن، والقبح الذي بثه التنافس غير النقي في رياضة كرة القدم في تربة التنافس، ومرمى القدم..،
ولسوف تسود كل مضاميرها مع طلائع غررها ألفةُ الأراوح الطيبة، ونقاء الأخلاق الراقية.. حيث يكتسبها كل من اعتلى صهوة جواد، وكان لجامه في يديه..!
ويتأكّد هذا حين تؤسس على قيم الفروسية الحقة، التي لا تدع منفذاًَ لما يعكر، أو مضماراً لمن يتسلّل..!
الفروسية، الفروسية خير بديل..
وخير ما ينتج ما تسمو به الأذهان، والنفوس،..
وترقى به الرياضة..، وتُستَشرَف الأهدافُ..!