عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة التهنئة الكبيرة لتتويج النصر بطلا للموسم الثاني يجب أن تكون في المقام الأول لسمو رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي والإدارة واللاعبين جميعا والجمهور النصراوي الكبير.
لقد حافظ الفريق النصراوي على هويته كبطل واستحق أن يكون بعدما تسيد المشهد وواصل الصدارة التي تربع عليها من الجولة الرابعة وحتى النهاية في مشهد تنافسي لم يكن سهلا مع الجميع وخاصة مع الأهلي الذي كان قريبا إلى الجولة ما قبل الأخيرة ولقد حقق الفريق البطل بطولة الدوري في ظروف لم تكن الافضل بالنسبة له حيث شهدت الأيام الأخيرة من عمر الدوري حالة اهتزاز وفقدان التوازن ولو أنه أمر طبيعي ولكن ماحدث للنصر في الأيام الأخيرة لم يكن متوقعا من حيث كثرة الإصابات والإيقافات ناهيك عن الخروج الآسيوي والوضع المعنوي العام للفريق بعد خسارته غير المتوقعة أمام لخويا والذي خرج من خلالها من السباق الآسيوي ولكن ما يسجل من إعجاب ذلك الدور الكبير والمميز الذي قامت به الإدارة والأجهزة العاملة معها بانتشال الفريق وإعادته للأجواء وزرع الثقة فيه من جديد مما جعله يدخل لقاء الهلال وهو أكثر هدوءا مخالفا كل التوقعات ونجح الكل في تجاوز الاختبار الحقيقي ووفق المدرب ديسلفا في اختيار التشكيلة المناسبة وكسب اللقاء من أمام غريمه التقليدي الفريق الهلالي في لقاء كان النصراويون أكثر هدوءا وأكثر تركيزا إضافة إلى التعامل المنطقي مع اللقاء وتسخير الإمكانيات المتاحة ويجب أن لا يختزل البعض حصول الفريق البطل على لقاء أو لقائين فالبطل هو من حافظ على هويته طوال الموسم رغم ما حدث من مطبات وعوائق أثناء الموسم وهنا أكرر التهنئه لكل النصراويين بدون استثناء ببطولة الدوري وأهنئ كل الرياضيين في نجاح موسم طويل وشاق ومشوق استمتعنا به كثيرا ومازال للاستمتاع بقية.
هذه مشكلة الهلال حالياً
هناك أمور قد لا يعرفها الكثير إلا من عمل أو كان قريبا يوما ما من الأندية, والهلال الفريق الزعيم البطل الذي عرف منذ الأزل بتجاوزه جميع المعوقات والأزمات والمطبات بوجود نخبة كبيرة من الرجال يقف خلفه جمهور مهيب وكبير إضافة إلى لاعبين نجوم ورائعين في كل شيء وتقف خلفهم إدارة تحترم المنافسين والمختلفين معها قبل أن تحترم نفسها إلا أن الأمر قد تبدل وتغير كاملا فاليوم أرى أن مشكلة الهلال إدارية بحتة, وتكمن المشكلة في ضعفها الواضح وهذه أم المصائب عندما يكون بعض اللاعبين وخاصة النجوم منهم أقوى من إدارة النادي ناهيك عن مشكلة أعظم من ذلك وهي اختلاف عقلية اللاعب الهلالي الاحترافية والذي أصبحت اليوم رهينة للأهواء والأجواء المحيطة به وأكبر دليل انجراف بعض اللاعبين خلف أندية وجماهيرها وتسجيل مقاطع تتنافى مع أبسط الأعراف والعمل الاحترافي فما عرف عن الهلال ولاعبيه طوال تاريخه احترام المنافسين وترك الأندية وشئونها والعمل فقط للزعيم وتاريخه وجماهيره إلا أن الأمور قد تبدلت وتغيرت وأصبح الهلاليون إدارة ولاعبين مشغولين بغيرهم ناهيك عن تغير عقلية اللاعب الهلالي الذي أصبح يفكر بأنانية وحب الذات وعدم احترام الشعار وعدم احترام الجماهير المحترفة وأكبر دليل ما حدث في اللقاء الأخير الذي اختفى من خلاله جميع اللاعبين إلا من رحم ربي غير مبالين بتاريخ فريقهم وجماهيريته حتى ولو أن اللقاء لا يعنيهم وإذا ما أراد الهلاليون لفريقم وناديهم العودة للتميز فأولى الخطوات اختيار إدارة قوية وفاهمة وذو خبرة تعيد هيبة الزعيم كما كانت وترسخ المفاهيم الراقية الذي عرف بها زعيم الأندية السعودية.
نقاط للتأمل
- مبروك كلمة لا تفي ولا تعبر عن الامتنان الكبير الذي تكنه الجماهير النصراوية لإدارة النادي ولرئيسه الأمير فيصل بن تركي فتحقيق النادي جميع بطولات مسابقة كرة القدم الثلاثية سابقة ولأول مرة وهذا ما يؤكد أن النصر يسير ويعمل باحترافية غير مسبوقة مبروك ومبروك قد لا تكفي.
- ما بين لقاء النصر مع الخويا آسيويا ولقاء الهلال محليا عمل إدارة ولولا توفيق الله أولا ثم التهيئة المثالية وانتشال الفريق من إحباط الخروج الآسيوي لما حصد الفريق البطولة والفوز في لقائه أمام الهلال وهنا الفرق بين التهدئة والانفعال غير المبرر.
- بأمانة صادقة أقول لأول مرة أشاهد الفريق الهلالي بهذه الوضعية فبغض النظر عن المستوى وأداء معظم اللاعبين السيئ إلا أن الملفت للنظر هو الخروج عن الروح الرياضية والتوتر الغريب ناهيك عن النرفزة السائدة على جميع الأجهزة واللاعبين.
- من أكبر مشاكل الهلال رئيسه المكلف فبعد أن شمله العفو الملكي توقعنا ان تكون درسا له لعدم التجاوز والحديث المأخوذ خيره إلا أن استمرار استنساخ تصاريح سابقة ومحاولة إيجاد ذرائع وهمية وعدم الاعتراف بالواقع أحد أسباب مشاكل الزعيم الأخيرة وغير المسبوقة.
- قبل شهر تقريبا انتقدت تصرف اللاعب ناصر الشمراني وتغنيه بنادي آخر غير ناديه وتسجيل مقاطع تتنافى مع كونه لاعبا محترفا في ناد كبير إلا أنه عاد من جديد من خلال مقطع آخر حتى أصبح عمله خارج المستطيل الأخضر ولم يعد لتواجده أي تأثير أو فاعلية.
- ما قام به اللاعب سالم الدوسري من تصرف أثناء المباراة وبعدها سابقة ولأول مرة تحدث من لاعب هلالي وهنا نؤكد أن من كان يرتدي شعار الزعيم يختلف كثيرا عن من يرتديه اليوم وهنا مكمل المشكلة في احترام الشعار والكيان الذي أبرز من لم يحترمه.
- خسر الأهلي بطولة الدوري قبل أسبوع من نهايته وهو لم يخسر أي لقاء ولكن خسر المباراة التي لم يتوقعها أحد ومن لاعبين هو من استغنى عنهم مثل المغربي أو الحارس باسم العطاالله فهل كانت حسابات مسيري القلعة غير دقيقة؟ الله أعلم.
- هبوط فريقي العروبة والشعلة كان متوقعا منذ بداية الموسم خاصة فريق العروبة والذي تفرغت إدارته وبعض لاعبيه للتواجد الإعلامي والتقليل من الآخرين ومحاولة تجيير الخساير على التحكيم بعكس الموسم الماضي أما الشعلة فواضح أن مشكلته مالية وقلة الموارد.
خاتمة
الصدق عز ولو فيه ما تكره.. والكذب ذل ولو كان فيه ما تحب.
وفي كل جمعة نلتقي بكم عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.