محمد المنيف
تسويق اللوحـات أو المنحوتات الفنية هو الهم الكبير عند الفنانين التي تزدحم مراسمهم ومحترفاتهم لتلك الأعمال كل في تخصصه. إن كان نحاتا أو مصورا تشكيليا أو ممن يعتمد الوسائط في تنفيذ اعماله.
لكن الأمر يتعلق بالمقتني وكثافة أعداد المقتنين ممن يرغبون اقتناء أعمال لفنانين وطنيين قناعة منهم بما تحمله من انتماء وتوظيف للتراث واستلهام للبيئة، لتجميل المنزل أو المكتب أو الشركة.
مع من يرى في اقتنائها استثمارا وثروة وطنية.
هذه الأيام أعلن عن تدشين مشروع يحمل اسم مركز الفنون التشكيلية وموقعه في محافظة جدة وهو مركز شامل لكل ما تبدعه الأنامل والأيادي، وسيضم مرافق عدة تخدم المشروع (التجاري).
وحينما نقول (تجاري) فذلك يعني الدليل على قناعة أصحاب رؤوس الأموال الذين وجدوا مثل هذه الأعمال أو الفنون وإدراجها ضمن مشاريعهم بعد دراسة وافية للجدوى.
فالهم الأكبر عند رجل الأعمال هو الربح.. الجميل أو ما يمكن الاعتزاز به هو اختيار الفنون التشكيلية عنوانا للمركز بدلا عن مركز الفنون البصرية أو الجميلة الاسم الشامل الذي يطابق ما يعنيه المركز.
أما الذكاء في صاحب المشروع فيكمن في أنه لا يعتمد كليا على الفنون التشكيلية وإنما جعلها ضمن فئة المقبلات وركز على الأهم وهي الجوانب التسويقية، كما أشار مدير المشروع في تصريحه بالقول (إن المشروع يتضمن دعم إنشاء أعمال فنية ومشاريع ريادية جديدة محلياً وإقليمياً في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وتركيا، وإشراك الجمهور واستقطاب شرائح جماهيرية متنوعة، وإقامة منشأة على أعلى طراز تتمتع بالكفاءة المالية والتنظيمية والاستدامة) دون الإشارة إلى: ما نوعية هذه المشاريع؟.
هذا التعامل مع الفن التشكيلي وعدم الاتكاء عليه كمصدر كسب يعود لعلم أصحاب رؤوس الأموال بنقص ثقافة ووعي المجتمع بهذا الفن واعتباره نوعا من أنواع الاكسسوارات لا أكثر.
والشواهد كثيرة نجدها في الكثير من صالات العرض التي لا تدوم بسبب عدم جدوى الاتجار بالفن التشكيلي محليا واذا عدنا للصالات القائمة والمستمرة فنجد أن الفن التشكيلي جزء مكمل لنشاطها؛ فإما أن تكون تابعة لصاحب مشروع سوق تجاري أو مؤسسات الديكور العالية المستوى والاتصال، أو تجار المفروشات. والأقل يمكن أن نجده في من يعتمد على حرفة بروزة اللوحات والمرايا.