فهد بن جليد
قبل نحو 6 سنوات كان هناك مشروع اسمه (في كل بيت راق)، وهو مشروع جميل يهدف لتأهيل المجتمع لمُمّارسة (الرقية الشرعية) الصحيحة، بدلاً من المُخالفات والاستغلال الذي يُمارس تحت ستار (الرقية والعلاج)!
المشروع الطموح كان يتحدث عن مساعدة ومساهمة (أئمة المساجد)، والرقاة المعتبرين الثقات، في تعليم (الرقية الشرعية) الصحيحة، بعيداً عن الخزعبلات، والأوهام التي يبيعها مستغلو حاجة الناس، لا أعرف أين توقفت الفكرة؟ هناك بعض (مقاطع اليويتيوب) التعليمية، وهي محاولات مُفيدة، ولكن نحن في حاجة ماسة للتعليم، والتأهيل المُباشر، لفرد على الأقل في (كُل أسرة)، ليكون مُلماً، وعارفاً بطريقة الرقية وآدابها، ليقوم بها في حال أحتاج أحد من (أهل بيته)، أو أقاربه، وبهذه الطريقة نحاصر (المشعوذين) الذين يمارسونها كضرب من ضروب التجارة، مُستغلين حاجة الناس، وبحثهم عن العلاج؟!
يقول الكثير من المهتمين والدارسين إن معظم ما يعاني منه مجتمعنا اليوم ليس (العين) التي تدخل الرجل القبر، والجمل القدر؟ بل هي (النفس) التي تكثر بين الناس، وهي درجة أقل من (العين)، والعوام لا يفرّقون بينهما، بينما علاجها أبسط وأخف من (علاج العين)، ويمكن أن تختفي (بالرقية الذاتية) وشرب (ماء زمزم)!
ما يهمنا هنا البحث عن مصير فكرة (في كل بيت راق)، وهي فكرة قابلة للتنفيذ ببساطة، أكثر من مُقترح إدخال (الرقية الشرعية والعلاج بالقرآن) ضمن التخصصات (النفسية) في الجامعات، وهو المقترح الذي أثار جدلاً (بين القبول والرفض) في مرحلة سابقة!
نحن في حاجة لمثل هذه الأفكار البسيطة، التي تعود على الناس بفائدة كبيرة، وتمنع عنهم مخاطر (المشعوذين والدجالين)، ويمكن لوزارة الشؤون الإسلامية تبني مثل هذه المشروع بالتعاون مع الجمعيات المُتخصصة، لوضع برنامج، أو حملة طموحة، تساعد الناس على (تأهيل) أنفسهم وأبنائهم، لتعلّم العلاج بالقرآن والاستفادة من (خيره وفضله) بطريقة صحيحة، والتخلص من شرور (الأفاكين والدجالين)!
الأصل أن (يرقي) الإنسان نفسه، وأهل بيته، فلمَ نحرم أنفسنا هذا الخير، ولا نتعلمه؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.