د. عبدالعزيز الجار الله
الخطابات السياسية والتعبوية التي تصدر من جماعات متطرفة لا يلتفت لها مثل خطابات حسن نصرالله زعيم حزب الله اللبناني، وعبدالملك الحوثي، وقيادات القاعدة والنصرة وداعش، لا يلتفت لها بعد أن ضعفت دولها الداعمة لها إيران وسوريا الأسد وعلي عبدالله صالح اليمن والداعم الخفي معمر ليبيا، فخطاب نصرالله الأخير المشحون ضد المملكة ينم عن بوادر انهيار لمشروع حزب الله وإيران بعد أن خدعت إيران المنطقة العربية لأكثر من (35) سنة بأنها تدافع عن المصالح الإسلامية، كما خدع حزب الله العرب كونه يعيش حربا مفتوحة مع إسرائيل وكسب تأييد العرب عندما رسم نفسه بطلا لمقاومة الجنوب اللبناني قبل أن ينكشف في سوريا واليمن، لذا جاء خطابة الأخير مفضوحا زاد في تعرية موقفه، أيضا الحالة متشابهه ففي مساء يوم الأحد الماضي تحدث عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة الحوثية بخطاب هو امتداد لخطابات نصرالله والقيادات والزعامات الإيرانية يدعي أن الحرب إسرائيلية وأمريكية ومن أجل القاعدة وهي أباطيل يدرك حقيقتها وتفاصيلها:
- يعرف عبدالملك الحوثي جيدا أنه اغتصب السلطة والشرعية.
- يعرف أنه هو من يقتل اليمنيين ويحاصر عدن ومدن الجنوب.
- يعرف أنه لا وجود للإسرائيليين والأمريكان في أرض المعركة.
- يعرف أن قوته وقوات علي عبدالله قد كسر ظهرها واندحرت.
- يعرف أن إيران قد تركته وحيدا في ساحة المعركة بلا سند عسكري ولا سياسي.
حقائق كثيرة تجمعت لدى عبدالملك الحوثي وأدرك أن نهايته ونهاية على صالح قريبة جدا، وأن اليمن قبل عاصفة الحزم مختلف تماما عن اليمن بعد العاصفة، فخطابات نصرالله وعبدالملك وإيران خطابات ولدت ميتة تنتمي إلى ما قبل الربيع العربي، وإلى ما قبل تكون تكاتف عربي، وإلى ما قبل قوة خليجية كشفت عنها حرب عاصفة الحزم التفوق الجوي والاستعداد للدفاع عن مصالح العرب، هذا هو الذي أدخل إيران الصدمة حين كانت تستعرض بالوهم الكاذب الذي أخاف العرب سنوات طويلة منذ زمن حكم الشاه، إيران وأحزابها مازالت تعيش الصدمة من القرار السعودي والعربي والقوة الجوية وسرعة التحرك الدولي في مجلس الأمن والتأييد العالمي، فالحوثي ونصرالله والقاعدة كما هي إيران مازالوا في زمن بعيد لاستيعاب نتائج حرب عاصفة الحزم التي إعادتهم إلى مربع مظلم وتحولهم إلى فريسة من السهل شلها وتقليم أظافرها متى تطاولت أو اعتدت بفضل الله ثم بفضل الرادع العربي والإسلامي.