فهد بن جليد
هل ينتصر (حب المال) في مواجهة القيم؟!.
(زوجة واحدة) لا تكفي، هذه النظرية التي يحاول الكندي (نويل بيدرمان) المقيم في لندن تأكيدها منذ العام 2001م، عندما قام بنشر موقع إلكتروني يدعو الأزواج (للخيانة)، ولأن القانون لا يسمح (بتعدد الزوجات) اختار (بيدرمان) إطلاق الموقع تحت مسميات مُثيرة للجدل، حتى عدل في نسخته الأخيرة إلى اسم (الحياة قصيرة.. أقم علاقة)!!.
بكل تأكيد هناك مواقع كثيرة تدعو (للرذيلة) على الشبكة العنكبوتية، ولكن الجديد هنا هو ترقب أن تحسم (بورصة لندن) الجدل القائم، حول إدراجها أسهم (الموقع) للتداول، مما يعد انحدارا أخلاقيا (غير مسبوق)، عندما ينتصر فيه المال على (القيم)، علماً أن (بيدرمان) حاول سابقاً دخول بورصة (تورنتو), ولكنه طرد منها لأسباب أخلاقية!!.
الغريب أن (بيدرمان) المتزوج والأب لطفلين، لا يقيم هو (أي علاقة) خارج إطار الزواج - كما يروج موقعه - فهو يصف نفسه بأنه يعيش وسط مجتمع محلي يحمل قيم (عالية جداً)، وينحدر من أخلاقيات تمنعه من المغامرة، ولكنه يرى أن المسألة (عمل تجاري) بحت، سيتحول إلى عمل مؤسسي له (قيمته السوقية)!!.
قاعدة أهم شيء فيه (فلوس)؟ لا يعنيني (نوع العمل) الذي تقوم به؟ هي المسيطرة على الفكرة، وربما ستهدد (بورصة لندن) في حال أدرجت أسهم الموقع بالفعل؟!.
السؤال الذي يهمنا هنا: هل ثمة تشابه بين نظرية وسلوكيات (بعض تجارنا)، ونظرية (بيدرمان) وإن اختلف نوع التجارة والخدمة؟!.
هناك من (سيغضب) من مجرد طرح هذا السؤال؟!.
ولكن اللهث وراء (الربح) دون النظر إلى الأضرار التي تخلفها (تجارتنا) على المجتمع، مع غياب الالتزام بأبسط (الأخلاقيات والسلوكيات)، التي تدعوا لها شريعتنا الإسلامية، قد يتقاطع مع مفهوم ونظرية (الموقع أعلاه)، شئنا أم ابينا؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.