سعد الدوسري
حصل الشاعر أحمد الملا، على جائزة التجربة الشعرية لجائزة الشاعر محمد الثبيتي للإبداع في دورتها الثانية التي ينظمها النادي الأدبي بالطائف، حيث تداول أعضاء أمانة الجائزة أسماء سبعة وعشرين شاعراً رشحهم أعضاء الجائزة للفوز، وانتهت عمليات التصويت بتوافق جميع أعضاء الأمانة على منح الشاعر أحمد الملا من السعودية جائزة التجربة الشعرية، ومنح الشاعر جاسم الصحيح من السعودية جائزة الشعر، ومنح الدكتور إبراهيم سند إبراهيم من مصر جائزة الدراسات النقدية.
ومثل هذه الجوائز، تحيي أمرين؛ الشاعر الفقيد الذي سميت الجائزة باسمه، والشاعر الحاضر الذي حصل على الجائزة. وبذلك نتذكّر اثنين، بدل أن نتذكر واحداً. ويا ليتنا لا نتوقف عن منح رموزنا الفكرية والثقافية والأدبية جوائزَ بأسمائهم، وحث الأجيال الشابة على التنافس عليها.
عام 1986م، جمعني مع الشاعرين الثبيتي رحمه الله، والشاعر أحمد الملا، مهرجان المربد الشعري في العراق، ثم جمعني بهما في السنة التالية، مهرجان جرش في الأردن. وقبل هذين المهرجانين وبعدهما، كنت أراهما صوتين متصلين ببعضهما اتصالاً حميمياً، على الرغم من أن الأول يكتب القصيدة الحداثية العمودية والمفعّلة، والثاني يكتب القصيدة الحداثية النثرية. كان الثبيتي معجباً بأحمد، وأحمد يعتبر الثبيتي رائده الأجمل. هكذا هو تواصل الأجيال الأدبية الحقيقي، كل جيل يمنح للآخر فضاء التميز والنجومية، وليس كما يحدث في بعض أشكال الصراعات بين الأجيال.
إن أجمل هدية لرموز قصيدة النثر، هو فوز أحمد الملا بجائزة محمد الثبيتي، فهو تصويت بالإجماع على أن الحداثة لا تتوقف، بل تنجب مزيداً من النجوم المتلاحقين.